بعد صيامه عن الكلام منذ مباراة مراكش والفوز الكاسح للمنتخب المغربي أمام نظيره الجزائري، خرج الناخب الوطني إيريك غيريتس في واحدة من خرجاته الإعلامية من خلال الحوار التي خص به الجريدة الفرنكفونية «لوماتان» وذلك للحديث عن قضية تاعرابت، وأشياء أخرى متعلقة بانتقال اللاعبين عادل هرماش ويوسف العربي إلى دوري «زين» السعودي، إضافة إلى المواجهة الحاسمة أمام منتخب أفريقيا الوسطى. ويبدو من خلال هذا الحوار أن العلاقة بين غيريتس وتاعرابت لازالت تعرف بعض الفتور، خاصة أن الأول وجه عتابا مباشرا للثاني، بل الأكثر من ذلك كانت عباراته قدحية اتجاه اللاعب، وذلك على خلفية التصريحات التي أدلى بها هداف كوينز بارك رانجرز الإنجليري لكل من قناة «ميدي1 تي في» أو لجريدة ليكيب الفرنسية، حيث أكد من خلالها الأسباب التي دفعته إلى مغادرة معسكر المنتخب الوطني قبل مباراة مراكش. لكن غيريتس لم تعجبه طريقة الإعتذار التي قام بها تاعرابت والتي قدم من خلالها بعض التبريرات التي كانت سببا في مغادرته للمعسكر، وهو اتهام مباشر للمدرب غيريتس الذي فضل عليه أسامة السعيدي، مما أغضب الأخير وجعله يسافر مباشرة إلى فرنسا دون ترخيص من أحد، لكن يبدو أن هذا التصرف انعكس سلبا على عادل لكون النتيجة فاقت كل التوقعات، وبعدها طالب الجميع بإبعاده من صفوف المنتخب نهائيا. من خلال هذا الحوار يبدو أن حظوظ عودة تاعرابت إلى الفريق الوطني أصبحت ضئيلة لكونها أصبحت مشروطة بأشياء لايعلمها إلا رئيس الجامعة والمدرب غيريتس، وأن اللاعب لم يعد مرغوبا فيه من طرف الأخير نظرا لأن الجميع يعرف مدى «قسوحية رأسه»، وبذلك سيضيع المنتخب موهبة من الصعب إيجاد مثلها في الفترة الحالية. وبالنسبة لقضية انتقال اللاعبين هرماش والعربي إلى الدوري السعودي، فقد برأ غيريتس ذمته من الشائعات التي تداولتها العديد من الجرائد والمواقع حول وقوفه وراء توقيعهما للهلال السعودي بحكم العلاقة التي تربط بين المدرب البلجيكي ورئيس الفريق، حيث دافع على نفسه بانتقاده لدوري زين للمحترفين الذي ليس في مستوى تطلعات هذين اللاعبين بحكم صغر سنهما، وبالتالي فإن مستواهما يسمح لهما بالبقاء في الدوري الفرنسي أو الإنتقال إلى إحدى البطولات الأوروبية الأخرى من أجل تطوير المردود العام للكل من هرماش والعربي. وهو كلام معقول خارج عن أية حسابات أخرى تحكمها العلاقات الأحادية الجانب، لأن مدرب الأسود يفكر كثيرا في مستقبله رفقة المنتخب، وقد حذرهما من عواقب هذه التجربة وهو ما أغضب رئيس الهلال، بل الأكثر من ذلك فقد هدد غيريتس اللاعبين بعدم المناداة عليهما ضمن صفوف الفريق الوطني مستقبلا. لكن تهديد غيريتس لا يمكن أن ينطبق على هذين اللاعبين فقط، بل يجب أن يشمل كل اللاعبين الذي يلعبون بالخليج والذين تتم المناداة عليهم إلى صفوف الأسود، إذن، فكلام الناخب الوطني هو مجانب للصواب، علما أن هذا من شأنه أن يحدث صراعا بين العناصر التي تمارس بأوروبا وتلك التي تلعب بالدوريات الخليجية، مثل ما حدث سابقا في عهد المدرب حسن مومن. فاللاعبان أرادا تحسين وضعيتهما الإجتماعية بحكم أن هذه الدوريات أصبحت ملاذا للعديد من النجوم، نظرا للصفقات الكبيرة التي ينتقل بموجبها هؤلاء اللاعبين إلى الخليج والتي تفوق كثيرا ما تعرضه الأندية الأوروبية مقابل انتدابها لهذه العناصر. ومن الأشياء التي تحدث عنها غيريتس، المباراة المقبلة ضد منتخب أفريقيا الوسطى، باعتبار أن الفريق الوطني في حاجة إلى نقطة واحدة لحجز بطاقة التأهل إلى الأدوار النهائية لبطولة أفريقيا للأمم بغينيا الإستيوائية والغابون، مؤكدا أن فكرة الفوز راسخة في ذهنه، وأن الذهاب إلى العاصمة بيانغي سيكون من أجل اقتناص النقط الثلاثة. فالناخب الوطني منذ الفوز الكبير أمام الجزائر أصبح مؤمنا بحتمية الفوز، وأن ذلك يمكنه أن يأتي بنهج طريق هجومية على اعتبار قطع الغيار التي أصبح يتوفر عليها غيريتس، والتي قد تؤمن له طريق العودة بنتيجة التأهيل من العاصمة بيانغي، لكنه لايجب أن يفرط في تفاؤله كثيرا لأن ذلك مرتبط بالأجواء العامة التي ستقام فيها المباراة، خصوصا أننا نعرف جيدا كيف انهزمت الجزائر أمام أفريقيا الوسطى، وما علينا سوى انتظار موقعة يوم 10 شتنبر المقبل...