لا حديث هذه الأيام بولاية الدارالبيضاء الكبرى إلا عن احتلال الشوارع والطرقات والأزقة وأبواب المنازل من طرف الباعة المتجولين. إن معظم الشوارع الحيوية بعمالات ولاية الدارالبيضاء أصبحت مرتعا للباعة المتجولين الذين يحولونها لأسواق عشوائية تشكل تهديدا لراحة السكان. إن هذه الأسواق العشوائية تعرقل السير وتسد الشوارع والطرقات والأزقة وتفرز روائح الأزبال والقادورات وتسبب في انتشار الأوبئة الخطيرة من جراء عرض المنتوجات والسلع المغشوشة والمنتهية صلاحيتها واللحوم والأسماك فوق مجموعة من الألواح المتسخة وعلى الأتربة. إن هذه الأسواق العشوائية تدر على أصحابها أموالا يستطيعون بها كراء محلات بالأسواق المنظمة والنموذجية والمساهمة في خزينة الدولة من خلال الجبايات المفروضة. إن هذه الأسواق مافتئت تفرز عدة أشياء من شأنها أن تنعكس سلبا على ساكنة الولاية، فهناك عدد من الباعة من مروجي المخدرات والمشروبات الكحولية، وهناك من يستحوذ على عدة عربات مجرورة بالحمير يكتريها يوميا، بل هناك أرباب متاجر دخلوا هذه الأسواق العشوائية بكل ثقلهم المادي هربا من الضرائب والكساد الذي سببته هذه الأسواق. ويتساءل المهتمون بالشأن المحلي عن الأسواق النموذجية التي ما فتئت تلوح بها ولاية البيضاء، والى متى سيظل هذا الوضع في تفاقم، في غياب الحملات التطهيرية.