نظمت مؤخرا، جمعية "بلا حدود" بشراكة مع مؤسسة ألوان ندوة وطنية حول السياسة المائية بالمغرب، بدار أرزية المنتزه الوطني بإفران، وذلك في إطار مشروعها البيئي "حاول غيف وامان. وشارك في الندوة التي تمت بدعم من صندوق ماء سبو وبتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة، مجموعة من الخبراء في السياسات المائية بالمغرب وباحثون وأكاديميون في الميدان. وفي كلمة له أكد منسق برامج جمعية بلا حدود أن هذه الندوة حول السياسات المائية ببلادنا ترمي إلى فتح نقاش عمومي وطني في إطار برنامج "حاول غيف وامان" الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي في ترشيد المياه والاقتصاد عليها لدى التلاميذ بعدد من المؤسسات التعليمية، مشيرا إلى مشاركة مختصين يمثلون كل من المنتزه الوطني بإفران، مؤسسة ألوان، جمعية مدرسي علوم الحياة و الأرض – فرع إفران- وبمشاركة خبير باحث في مجال التغيرات المناخية . أهمية الموارد المائية بالأطلس المتوسط، تدبير المياه بالمغرب عبر التاريخ و تأثير التغيرات المناخية على المياه بالمغرب، كانت أهم المحاور للندوة بحيث تم التداول في الخطوط العامة للسياسة المائية بالمغرب في ظل الظرفية الحالية وما تفرضه من تحديات على المنظومة البيئية و القطاعات الاقتصادية والفلاحية إضافة إلى إيجاد السبل الكفيلة والتدابير الاستعجالية الواجب اتخاذها لضمان الأمن المائي ببلادنا، وتحقيق النجاعة المائية . وجاءت جل المداخلات مركزة على التعريف بالمخطط المائي الوطني والإجراءات الممكن اتخاذها لأجل تجاوز الوضعية الحالية التي تعاني منها مجموعة من المناطق بالمغرب، وخاصة منطقة الأطلس المتوسط التي كانت تعتبر إلى وقت قريب خزانا مائيا للمغرب، هذا إلى جانب التذكير بالتراث المائي المغربي باعتباره تجسيدا لمقومات الشخصية المغربية التي تتميز بقدرتها على التأقلم مع كل الظروف و الأحوال . والمغرب كباقي دول العالم يعرف ندرة مائية كبيرة بسبب التغيرات المناخية والسلوكات البشرية والفلاحة العشوائية التي تساهم في تبذير هذه الثروة الحيوية رغم كل المجهودات الكبيرة لمعالجة هذه الإشكالية عبر إقرار سياسات عمومية استباقية ، منها سياسة بناء السدود مرورا بقانون الماء وانتهاء بالمخطط الوطني للماء 2020/2050 .