فوجئ سكان مدينة العيون بالمكتب الوطني للكهرباء، خلال الأيام القليلة الماضية، ينتزع أسلاك وأحجار صناديق الكهرباء بكثرة وبدون أي إنذار، سواء أكان إنذارا مكتوبا ولا حتى شفوي. وكان مكتب الكهرباء يعتمد طيلة المدة التي سبقت هذا الهجوم الغريب بالكثير من المواطنين المنهكين أصلا بغلاء المعيشة، تأجيل دفع شهر أو شهرين، وأحيانا أكثر، وقد أدت هذه التصرفات التي لا تحمل ذرة رحمة بالمواطنين إلى امتعاض الكثير من ساكنة العيون الذين أكدوا أنهم لم يتوصلوا بأي إنذار قبل قطع الكهرباء. ومعلوم أن الناس قد تتعرض لخطر ما من هذا القطع، فالكهرباء ترتبط به الكثير من المرافق الأخرى، وأهمها الماء الذي يضخ إلى الصهاريج عن طريق آلات ضخ الماء التي تعمل بالكهرباء، كما أن المرضى اليوم يعتمدون على سرائر كهربائية أحيانا، وربما أجهزة تنفس، أضف الأدوية الموصى بوضعها في الثلاجة. وسواء كان السبب تأخر الدفع، أو حتى سرقة الكهرباء، فالأولى تقديم إنذار ومهلة، لأن السكان ليسوا آلات تدفع فقط، فالجانب الإنساني مهم في مثل هذه الحالات، كما أن بعض المكترين لا ذنب لهم في سرقة الكهرباء، فهم يدخلون المنازل المكترية بوعد من المكري بأن الكهراباء مجاني. وقد لوحظت الفظاظة التي يتعامل بها موظفو المكتب مع المواطنين في مدينة العيون، وكأن الأمر لا يتعلق بعلاقة مصلحة متبادلة، ومشاكل يمكن حلها بالحسنى، بل بمكتب يرى الناس مجرد آلات للدفع، بدون أي وازع أخلاقي مفترض في مكتب يوصف بالوطني.