أصدرت مؤسسة محمود درويش، بياناً نفت فيه علاقتها بالمسلسل السوري «في حضرة الغياب»، الذي يتناول حياة الشاعر الفلسطيني الراحل، أو بالقائمين عليه، مشيرة إلى أنها ترى فيه «إساءة للشاعر وصورته وحضوره في الوعي الثقافي العربي والإنساني.» وقالت المؤسسة في بيانها، إن موقفها هذا «قامت المؤسسة بإبلاغه بوضوح للقائمين على إنتاج المسلسل والذي تعود لتأكيده عبر دعوتها إلى وقف عرض حلقات العمل المذكور.» وقال البيان: «إن غياب القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية وضعف العمل في التشريعات المتعلقة بالحقوق الثقافية والارتجال في تناول حياة ومنجز أعلام الفكر والثقافة في منطقتنا، إضافة إلى أسباب أخرى، هو الذي سمح لتجرؤ البعض على إرث الراحل الكبير سواء عبر انتحال حضوره على الشاشة أو من خلال الالتفاف على اسمه وموقعه بالوسائل المكتوبة والمرئية والمسموعة، وهو ما تعمل مؤسسة محمود درويش على التصدي له في إطار القوانين والأعراف المرعية.» وكانت أولى حلقات مسلسل «في حضرة الغياب»، وهو من بطولة الممثل السوري فراس إبراهيم وسلاف فواخرجي، التي أدت دور «ريتا» عشيقة درويش، وأحمد زاهر وميرنا المهندس، وإخراج نجدت أنزور، قد عرضت مع بداية الأول من رمضان في عدد من القنوات الفضائية العربية. يذكر أن فراس إبراهيم كان قد صرح في وقت سابق قائلا: «نحن أمام عملٍ كبير يتحدث عن قامةٍ شعرية ووطنيةٍ كبيرة، وبذلنا أقصى ما بوسعنا للوصول إلى ما نطمح إليه في هذا المسلسل رغم كل التحديات التي واجهناها.» وأضاف: «وأعتقد أننا وصلنا إلى مستوى يليق بذوق المشاهد العربي، وعقله، وننتظر الكثير من التعليقات والانتقادات، ووجهات النظر، لأن أساس العمل جدلي، لذلك نتوقع جدلاً كبيراً حول هذه الشخصية، لكننا لا ندعي بأننا نقدم السيرة الذاتية لمحمود درويش، بقدر ما يبدو العمل رحلةً مع شاعر الأرض، تتضمن وجهة نظرنا ورؤيتنا للأحداث والأشياء التي مرّت في حياة هذا الشاعر الكبير.» وعاد فراس إبراهيم للتأكيد على الاحتضان الكامل لأسرة محمود درويش وأصدقائه للعمل. غير أن الصحفية الفلسطينية، أسماء الغول، كتبت في مدونتها مباشرة بعد الحلقة الأولى تقول إنها أصيبت بالغثيان «وبداية انهيار عصبي وغضب شديد.» وتمنت على أصدقائه، أمثال فخري صالح وزياد خداش، أن يكتبوا ضد ما وصفته ب»هذه الفبركة والتمثيل الفج الدبق.. وأن يدحضوا التقارير الكاذبة التي تقول إن أصدقاء درويش وزوجته يدعمون المسلسل»، مشيرة إلى أن محمود درويش لم يكن متزوجاً عند وفاته. ورد الكاتب زياد خداش على أسماء الغول في مدونتها حول هذا الموضوع قائلاً «لم انم ليلة أمس بكاملها يا أسماء قهراً وغضباً وموتاً»، مشيراً إلى أن شعوره بالأسى والغيظ والعجز.