أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أول أمس الاثنين بالرباط، على أهمية المستثمرين السياديين في التصدي للإشكاليات المتعلقة بالانتقال الطاقي. وأوضحت الوزيرة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين، أن هذا الأخير يشكل فرصة لإبراز أهمية المستثمرين السياديين في رسم معالم العالم، بهدف التصدي للإشكاليات المتعلقة بالانتقال الطاقي والاستدامة. وأضافت أنه في سنة 2022، حيث أصبح التداخل قائما بين المديين القصير والطويل، يعتبر المستثمرون السياديون الجسور الممكنة الوحيدة بين هذين البعدين الزمنيين. وأشارت بنعلي إلى أن هؤلاء المستثمرين ليسوا فاعلين سلبيين يتأثرون بالتوجهات العالمية الكبرى، ولاسيما تغير المناخ والانتقال الطاقي والرقمنة، بل إنهم يؤثرون على هذا التوجه العالمي. كما سجلت أن الحكومات تضطلع بدور تزويدهم بالإطار التنظيمي من أجل إيجاد توازن في توجه رؤوس الأموال التي ستفتح الفرص في إفريقيا. من جهته ، قال المدير العام ل "إثمار كابيتال"، عبيد عمران، إن تنظيم هذا الحدث يكتسي أهمية كبيرة، لأنه يعرف مشاركة فاعلين من مختلف الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس ستشكل خارطة طريق للمشاركين الذين سيناقشون تمويل النمو في الاقتصادات الإفريقية. وأبرز أن المستثمرين السياديين الأفارقة يلعبون دورا رئيسيا في النهوض بأولويات البلدان الإفريقية، وذلك أساسا بفضل الدعم الوطني الذي يحظون به ، خاصة في سياق تمت فيه إعادة تشكيل هذه الأولويات بشكل أساسي بسبب وباء كوفيد 19، والوضع الجيوسياسي الحالي في شرق أوروبا وتغير المناخ. وسجل في السياق ذاته، أن المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين، باعتباره منصة متعددة الأطراف تضم عشرة صناديق سيادية إفريقية، سيعمل على تعزيز التعاون بين أعضائه، بهدف تحفيز فرص الاستثمار وتعبئة رؤوس الأموال لصالح القارة وتنميتها. من جانبه، أكد مفوض الاتحاد الإفريقي لشؤون التجارة والصناعة، ألبير موشانغا، أن ساكنة إفريقيا هي ساكنة شابة تمثل قوة القارة، مشددا على ضرورة إيجاد الحلول المناسبة للاستجابة للاحتياجات المتنامية لهذه الساكنة. كما سلط موشانغا الضوء على أهمية هذا المنتدى الذي سيمكن قادة ومسؤولي العديد من البلدان الإفريقية من تبادل وجهات النظر، بشكل فعال، حول سبل تحقيق إفريقيا للتحول في ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات. وتابع أن فرص الاستثمار في القارة الإفريقية متعددة، مشيرا في المقابل إلى أن هناك العديد من العراقيل التي ما تزال تعيق جاذبية الاستثمارات في إفريقيا، وأهمها مشكل التمويل، وهو الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى وجود صندوق سيادي لتمويل الاستثمارات. وانعقد المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين، على مدى يومين، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة حوالي عشرة صناديق سيادية في إفريقيا، من بينها "إثمار كابيتال"، من أجل إنشاء "منتدى المستثمرين السياديين في إفريقيا" (ASIF)، بغية تعبئة أعضائه لمعالجة التحديات التي تواجهها الاقتصادات الإفريقية في مجال التمويل وتعبئة الاستثمارات. يشار إلى أنه تم تأسيس "إثمار" سنة 2011 كصندوق استثماري استراتيجي يهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية في المغرب. ويعمل هذا الصندوق على تعزيز الاستثمارات في جميع القطاعات الاستراتيجية الوطنية من خلال تطوير مشاريع مهيكلة ذات وقع كبير.