أحرق الجمهور المراكشي آخر الأوراق وخرج إلى الشارع يجهر بهموم فريقه «الكوكب»... وهناك، في يوم الخميس، ساعات قبل موعد الجمع العام رفعت فصائل أهل «الكوكب» شعارات تترجم واقع الحال ومطالب المحتجين، ومن بين مضامين اللافتات «ذنبنا حبنا لفريقنا»... وهكذا نفذ صبر الجمهور وخرج الى الشارع بهدف إحاطة مسؤولي الفريق وكذا المدينة بالوضع المزري الذي يعيشه الفريق الأول بالمدينة، وتأتي هذه الانتفاضة عقب السقوط وانعدام مبادرات ترمي الى تضميد الجراح وتجفيف الدموع وجبر الضرر، وضرب المحتجون موعدا أمام باب ملعب العربي بنمبارك ثم عبروا في اتجاه مقر الولاية من شارعي الحسن الثاني و11 يناير، وفي الرحلة رفعوا أصواتهم، نددوا واستنكروا وطالبوا بإبعاد أسباب التراجع والإنكسار. هكذا يعيش «الكوكب» في مطلع الألفية الثالثة، وقد أصبح كالغريب في مدينته، رصيده تاريخه وماضيه وما يحيا في ذاكرته من ذكريات. فهل يعقل أن تتطور كل المكونات والمرافق بمراكش ويوجد فريق الكوكب وحده في الحضيض، في الدرك الأسفل في زمن الاحتراف والتأهيل، فبعد أربع سنوت فقط عن استرجاع مكانه في حظيرة الكبار بفضل مكتب مسير ترأسه الدولي المحترف «الطاهر لخلج» الرجل الذي تحمل المسؤولية رئيسا في مرحلة، وفي مهمة أنجزها بأمانة وابتعد، هاهو الفريق يعود الى القسم الثاني منزلقا في نهاية واحد من أسوأ مواسمه، ولم يكن السقوط وليد الصدفة بل نتيجة صراعات في حرم التسيير وفي محيطه. نعم، صراعات طاحنة عصفت بالمكتب المسير المنبثق عن التغيير والذي ترأسه كريم بوعبيد كما عجلت برحيل المدرب جواد ميلاني بعد اشرافه على تأطير الفريق في ست دورات فقط، واضطر كريم بوعبيد حزم الحقيبة وردم مشاريعه والابتعاد رغم ما كلفته التجربة من تكاليف مادية وصحية، وتحول الفريق الى مدار المؤقت بدون جمع، حيث تم نقل المسؤولية الى لجنة أسندت مهمة التأطير الى المدرب بادو زاكي وبعده الى المدرب فتحي جمال لينتهي الكوكب بين أيدي أبنائه: عز الدين بنيس، هشام الدميعي، عبد الرزاق العمراني، أحمد فوناكا، وهؤلاء واجهوا مخلتف أنواع وألوان المعاناة، ولازالت مستحقاتهم متأخرة وعالقة لدى المسيرين؟! لقد كان طبيعيا أن ينزل «الكوكب» بعد أن تعذر عليه مسايرة إيقاع التباري نتيجة أخطاء قاتلة ارتكبها الذين دخلوا معركة الصراع في الداخل وفي المحيط. الذين هيجوا الجماهير واستهدفوا المدربين واللاعبين ومن خلالهم الفريق، والحصيلة جاءت هزيلة تترجم وضعا مندلعا؟ الفريق في الرتبة قبل الأخيرة لم يجمع سوى 28 نقطة من أربع انتصارات وستة عشر تعادلا وعشرة هزائم. ولم يوقع لاعبوه سوى 19 هدفا وفي المقابل استقبلت شباك الكوكب 25 هدفا، وكان النزول، لكن ما حدث ليس النهاية ويمكن للفريق أن يتمالك ويقف إذا توفرت له الأسس المتينة؟ يبدو أن الكوكب المراكشي اليوم في منعرج خطير، وهو في حاجة الى جميع مكوناته... الكوكب اليوم في حاجة الى من يؤلف ويجمع لا الى ما يفرق ويقطع؟