تعرض الدولي السابق والمربي «حمان» لوعكة صحية مفاجئة نقلته عائلته إثرها الى مصحة في الدارالبيضاء حيث يرقد حاليا ويتماثل للشفاء. ويواجه سيمحمد جرير (حمان) وضعا صحيا حرجا ومترديا نتيحة ما عاناه في مساره الرياضي من متاعب وأحداث مع فريقه الأصلي الرجاء والمنتخب الوطني لكرة القدم في الستينيات والسبعينيات. ويعتبر «حمان» الفيلالي الأصل من الجيل الثاني في نادي الرجاء ومن تلامذة الراحل الأب جيكو رفقة حميد بهيج- موسى حنون- علي بنديان- عليوات- محمد شمس الدين ابهيجة- محمد الخلفي وغيرهم من المواهب المتألقة في ذاك الزمن الجميل. و»حمان» من مواليد سنة 1947 بدرب السلطان في الدارالبيضاء، سكنه عشق كرة القدم ورضخ له، وقضى بالميدان الرياضي أكثر من ربع قرن من الزمن لاعبا ومدربا، تميز ضمن «الجوقة» التي أنتجت الابداع في لعب الكرة اعتمادا على التمريرات القصيرة وتجاوز الخصم عبر القنطرة الصغيرة مع الحرص على إذكاء حماس الجماهير، وظل حمان من الذين يضرب لهم المتفرجون موعدا في نهاية كل أسبوع في ملاعب التباري حيث تحتضنهم آلاف العيون تستجم، لطلعتهم وتستمتع بما يجودون من مرح وفن راقي. وأريد للاعب حمان أن يبصم التاريخ ويسجل الحضور في صناعة المجد الكروي وهو الذي وقع أول هدف في أول مشاركة لكرة القدم الوطنية في المونديال وكان في دورة المكسيك سنة 1970، المباراة التي أجريت يوم ثالث يونيو سنة 1970 بملعب كوانا جاطو بمدينة ليون، وجمعت المنتخب الوطني المغربي بمنتخب المانيا بعمالقته: مايير، فوكت، شرلز، فيشتل، هوتك، لوهر، هالر، كرابوسكي، بيكنباور، أوفيريت، سيلير (العميد)، هيلد. كما كان «حمان» ضمن عفاريت منتخبنا الوطني في ذاك الزمن: علال، عبد الله، بوجمعة، مولاي ادريس، السليماني، المعروفي، سعيد غاندي، الفيلالي، حمان، باموس، فرس، الغزواني، عبد القادر والمدربان كليزو وعبد الله السطاتي. وفي الدقيقة 21 من عمر المباراة سجل حمان الهدف الحدث، الهدف الأول للمغرب في تاريخ المونديال. نعم حمان اللاعب والمدرب يرقد في مصحة بالدارالبيضاء ويواجه الألم والمصير وحيدا بدعم عائلته الصغيرة. وبصلابة الصحراوي القوي الأبي المشبع بالأنفة والكبرياء والتعفف وبالايمان الراسخ يصارع «حمان» الألم وفي زيارتي له قال: «...هذا قدر الله، شعرت بتردي صحتي، وأنا في بيتي أغمي علي وسقطت أواجه آلاما حادة في بطني، ولم أتوقف عن القيء. ولما استيقضت وجدت نفسي في المصحة وأخبرني الأطباء أن الأمر يتعلق بنزيف نتيجة فيروس وتعفن في الكبد اضافة الى فقر الدم، وأثماثل للشفاء وأصارع بدعم من عائلتي وأطباء المصحة جازاهم الله عني خيرا...» ولازال «حمان» في وضع صحي مستقر وحيدا في غرفته، لم يطرق بابا ولم ينشر خبر وعكته، وهو هكذا كما عرفناه في أوج لمعانه لاعبا ومدربا، فهل من التفاتة للرياضي «حمان» الرجل الذي أعطى حتى العضم بسخاء وكغيره من مبدعي الوطن نسي نفسه لكن هل ينساه الوطن؟ لا أعتقد.