قال يوسف العمراني، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، إنه يتوجب على أوروبا أن تولي جيرانها جنوب المتوسط ما يستحقونه من أهمية ومن دعم ومساندة، في وقت تسعى فيه الدول الأوروبية إلى نهج توجه جديد في سياستها تجاه دول الجوار. وشدد العمراني، الذي يزور تونس حاليا، في لقاء صحفي عقب محادثاته أول أمس مع الوزير الأول التونسي الباجي قائد السبسي، على دعم الاتحاد من أجل المتوسط لتونس في جهودها الرامية إلى النهوض باقتصادها وإنجاح مسارها الديمقراطي، مؤكدا أنه «لا يمكن تحقيق الديمقراطية دون تنمية اقتصادية». وأضاف أن الاتحاد يسعى إلى فتح آفاق جديدة للعلاقات الاورومتوسطية ودعم بلدان جنوب المتوسط ، ومن بينها تونس، عبر تشجيع الاستثمار وخلق المزيد من فرص الشغل، معتبرا أن المنتظم الدولي وجميع المنظمات الدولية والإقليمية تتابع باهتمام ما يجري في تونس من تطورات في اتجاه بناء نظام ديمقراطي وإرساء اقتصاد منفتح. وقال إنه أبلغ الوزير الأول التونسي، دعم الاتحاد من أجل المتوسط للجهود التي تقوم بها تونس من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي، معتبرا أن التجربة التونسية تشكل «نموذجا إقليميا فريدا من نوعه في الانتقال السياسي نظرا لكونه يرتكز على مقاربة تونسية محضة تقوم على إشراك جميع الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني». وأوضح العمراني، الذي تعد زيارته الحالية لتونس أول زيارة رسمية لبلد عضو في الاتحاد من أجل المتوسط، منذ تقلده لمهامه الجديدة في وقت سابق من هذا الشهر، أن الاتحاد حريص على دعم تونس قصد الاستجابة لحاجياتها ذات الأسبقية من خلال عدد من المشاريع والمبادرات الإقليمية. ودعا الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط الدول الأوروبية إلى مزيد من التضامن مع بلدان جنوب المتوسط من أجل بناء فضاء أورومتوسطي متكامل ومواكبة التحول الديمقراطي الذي تعرفه هذه البلدان، «لا سيما وأنها تتقاسم معها نفس القيم القائمة على حقوق الإنسان والديمقراطية والتضامن». وشدد في الآن ذاته على أنه يتعين على بلدان جنوب المتوسط أن تتطور في اتجاه التحول الديمقراطي وتحقيق الاندماج الاقتصادي وإقامة شراكة أكثر تضامنا. وفي رده على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء حول الاستحقاقات المقبلة للاتحاد من أجل المتوسط، قال يوسف العمراني أن الأمانة العامة ستتابع تنفيذ المشاريع المقرر إنجازها في بلدن جنوب المتوسط لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إطار من الشراكة والتضامن، مشددا في هذا السياق على أهمية المخطط الشمسي الذي يهم العديد من بلدان جنوب المتوسط. كما أشار إلى أهمية توسيع مجال الشراكة لتشمل مختلف الفاعلين من مجتمع مدني وبرلمانات ورجال الأعمال. وأعرب الأمين العام للاتحاد من اجل المتوسط عن تفاؤله بمستقبل الفضاء الأورومتوسطي، الذي قال إنه يمثل فضاء مناسبا لبناء شراكة متينة وإقامة تحالفات جهوية قوية وبناءة. وكان يوسف العمراني قد اجتمع قبل ذلك مع وزير الخارجية التونسي، المولدي الكافي وبحث مع الوضع الحالي في الاتحاد من أجل المتوسط وآفاق التعاون بين أعضائه.