مروان بناني يقود سفينة الفريق من جديد رغم الإكراهات المادية... انعقد بقاعة الاجتماعات لجماعة أكدال، الجمع العام السنوي العادي لفريق المغرب الرياضي الفاسي لكرة القدم أول أمس السبت، وحضر الجمع العام 30 منخرطاً من أصل 51، وهو أقل عدد من المنخرطين يحضر الجموع العامة للفريق منذ عدة سنوات، كما أنه مرّ بشكل سلس وفي ظرف قياسي، لم تعهدها الجموع السابقة. وتميزت أشغال الجمع العام العادي بكلمة لرئيس الفريق مروان بناني الذي أكد أنه سيقود دفة تسيير الفريق لموسم آخر وربما لمواسم أخرى، وجاء اقتناعه بعد إلحاح من كل شرائح وطبقات فريق المغرب الفاسي، وتطرق إلى التحدي والمغامرة التي جسدها المكتب المسير في تحديه للإكراهات المادية التي أثقلت ميزانية الفريق وكادت أن تعصف به وتوقف عجلة دورانه. ولم ينس بناني أن يشكر المنخرطين الذين خصصوا قيمة انخراطهم المادية لأجل اقتناء حافلة تليق بفريق المغرب الفاسي، وتمنى من جميع مكونات الفريق أن تتوحد وتنزع عنها الأنانية وشخصنة التسيير، واعترف أنه يستحيل المضي قدماً وركوب مغامرة قيادة الفريق أمام أيادي تتقن الهدم والتضليل والتغليط وتوجيه الانتقادات المجانية، وراهن رئيس المغرب الفاسي لكرة القدم على المستقبل بمشاركة كل رجالات فاس لأن تحقيق النتائج في دوري البطولة الاحترافية لابد له من عقلاء يعرفون كيف يقاومون إعصار الإكراهات المادية. وقرأ محمد الرابحي الكاتب العام للفريق، التقرير الأدبي وجرد حصيلة الموسم الذي ودعناه، ورصد أبرز محطات الفريق والإنجازات التي تحققت فيما يخص التعاقدات مع اللاعبين، والبنيات التحتية. وقد أكد أن النتائج كانت جد إيجابية وأكثر مما كان يتوقعه المكتب المسير، حيث لعب الفريق أدواراً طلائعية في البطولة الوطنية وكأس العرش، واستطاع الفريق الفوز بلقب ''الوصيف'' في المنافستين معاً بميزانية أقل بكثير من فرق كبرى كالرجاء البيضاوي، وقد وصلت عدد المقابلات التي أجراها الفريق 44 مقابلة (30 بطولة، 5 كأس العرش، و9 كأس الكنفدرالية الإفريقية) كما كسب ورقة التأهل لدور المجموعات في الاستحقاقات الإفريقية. ولأجل تحقيق نتائج مشرفة في الموسم المقبل على مستوى البطولة والكأس، فقد تمّ التعاقد مع المهدي الباسل، شمس الدين الشطيبي، يوسف العياطي، يونس الرميلي، وابراهيم الجبيري. وقد جاء التعاقد حسب التقرير الأدبي، نظراً للفراغ الذي ظهر مع مغادرة لاعبين أساسيين للفريق، ك عبد الحكيم آيت بولمان، عبد النبي الحراري، السنغالي قادر فال، ومحمد الشيحاني الذي انتقل إلى فريق العربي القطري على سبيل الإعارة لموسم واحد. وبخصوص الجانب المالي، فقد أوضح أمين مال الفريق، أن مجموع المداخيل بلغ 26187036.15 درهم، في الوقت الذي بلغت فيه المصاريف 26207036.15 درهم. وبعد قراءة التقريرين الأدبي والمالي، تمت المصادقة عليهما بالإجماع، وتمّ تخويل رئيس الفريق محمد بناني، كامل الصلاحيات من أجل تجديد الثلث الخارج. وأهم ما ميّز هذا الجمع العام السنوي العادي، هو غياب عدد كبير من المنخرطين، ويعزو عبد الوهاب الرايس أحد المنخرطين بالفريق، في تدخله إلى عدة عوامل ساهمت في هروب منخرطين لهم وزنهم، حيث أجمل هذا الهروب الجماعي إلى عدم انسجام المكتب المسيّر وتناقض التصريحات التي تصدر من مجموعة من المسيّرين، وأشار إلى أن الفريق يدار بعدة رؤوس وليس رئيس واحد، وأبرز ذلك في التصريحات المتضاربة التي صدرت في العديد من وسائل الإعلام الوطنية، حيث أساء بعض أعضاء المكتب المسير للفريق عبر توزيعهم لتصريحات ضربت سمعة ومكانة فريق عريق كالمغرب الفاسي، حيث تناوب نواب الرئيس على خلق مناخ من البلبلة والتضليل، وأعطى مثالاً صارخاً، بمقابلة المغرب الفاسي ضد شبيبة القبائل، واعتبر بعض التصريحات بمثابة ''شوهة''، وتساءل كيف يعقل أن يصرح أحد نواب الرئيس أن الفريق الفاسي لا يتوفر على الإمكانيات المادية الكافية ولن يجري المقابلة الإفريقية الهامة ضد الفريق الجزائري؟ وأضاف المنخرط الرايس، أنه من باب المزايدات كثرت التصريحات، حيث فاجأ أحد نواب الرئيس الرأي العام الفاسي والوطني، بأن في غياب للإمكانيات المادية سيلجأ الفريق إلى الاكتتاب أي بلغة السوق الشعبي ''السينية''. وتسائل في الختام عن فائدة حضور المنخرط في قاموس المكتب المسير للماص؟ وهل دوره يكمن فقط في دفع 20 ألف درهم سنوياً؟ وأشار إلى انعدام كلي للتواصل بين المكتب المسير والمنخرط بالفريق. وأكد أنه لو بقيت دار المغرب الفاسي على تسييرها بنفس التركيبة البشرية فلسوف يقرأ الجمهور الفاسي سورة الفاتحة والوداع الأخير لفريق عريق. هذا غيض من فيض مما طرحه المنخرط الفاسي، الذي كان الوحيد الذي تدخل من أصل منخرطَين إثنين، أما الباقي فكانوا ضيوفاً ولم يحركوا ساكناً. أما مروان بناني فكانت إجابته على صواريخ المنخرط غير مقنعة وعائمة، وبخاصة عند جوابه على مأساة إغلاق مدرسة المغرب الفاسي التي تعتبر عصب الفريق. ومن باب المؤازرة ونصرة الرئيس تدخل ''محمد المراكشي'' نائبه، ليؤكد أن المكتب المسير منسجم ومتناغم، والدليل النتائج المحققة، وأوضح أن قلة من أعضاء المكتب المسير دفعت من مالها الخاص، ولم تترك الرئيس يغرق في مركب المغرب الفاسي لوحده، ولم تكن هذه القلة عالة على الرئيس. وأفاد المراكشي، أن بعض المقابلات لم يجد المكتب المسير ما يسدد به المصاريف التي يتطلبها الفريق.