أكد وسيط المملكة، محمد بنعليلو، بالرباط، على أهمية دور المؤسسة في دعم أهداف ومتطلبات التنمية المستدامة. وقال بنعليلو في كلمة خلال لقاء توصلي نظمته، مؤخرا، مؤسسة وسيط المملكة مع منظومة الأممالمتحدة للتنمية بالمغرب تحت شعار « اهدف التنمية المستدامة تجمعنا» « إننا مقتنعون بأهمية دور مؤسسة الوسيط في مجال دعم أهداف التنمية إذا تم التعامل مع مخرجات تقاريرها على أنها عينات موثوقة لأنواع الأعطاب التي تشكو منها الإدارة ولصور السلوك الماس بهذه الأهداف، ومرصدا مؤسساتيا لمعطيات ومؤشرات إحصائية على درجة من الأهمية». واستعرض بنعليلو بهذه المناسبة «مكونات التقارير السنوية للمؤسسة باعتبارها تجسيدا لفعلية أدوارها في دعم أهداف التنمية»، وكذا الإضافات النوعية التي تلعبها مؤسسة الوسيط من خلال مكانتها داخل البناء المؤسساتي الوطني في علاقتهابأهداف التنمية. وشكل هذا اللقاء الدراسي، كذلك، مناسبة لوسيط المملكة لإبراز أدوار المؤسسة في دعم متطلبات التنمية، مشيرا في هذا السياق إلى أن مخرجات التقارير السنوية للمؤسسة باعتبارها المنتوج الوظيفي الأساسي لها، تعد مجالا مهما لمناقشة وتحليل العديد من مداخل التنموية من زاوية العلاقة بين المواطن والإدارة. وتابع في هذا الصدد، أن هذه المخرجات تلامس في عمومها، بشكل مباشر، الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالسلام والعدالة والمؤسسسات القوية من جوانب عدة خاصة ما تعلق منها بتعزيز سيادة القانون وضمان تكافؤ الفرص والحد من الفساد والرشوة ،فضلا عن ملامستها لمتطلبات الهدف 1 المتعلق بالقضاء على الفقر، والهدف 3 الخاص بالصحة الجيدة والرفاه، والهدف 4 المتعلق بالتعليم الجيد، فضلا عن الهدف 5 المرتبط بالمساواة بين الجنسين. من جهة أخرى، اعتبر وسيط المملكة أن منظومة الأممالمتحدة للتنمية مساهم استراتيجيي في دعم إعداد وتفعيل وتقييم العديد من المبادرات التدبيرية في إطار منظور تنموي مستدام، بل أحيانا مساهم من خلال أنشطته واقتراحاته ومبادراته، في التأثير في التوجهات المؤطرة لبعض السياسات العمومية. وأكد أن هذا اللقاء يعد آلية للتفاعل الايجابي والخلاق مع هذه المنظومة وايجاد مساحة ملائمة للتعاون المثمر بين المؤسسة ومختلف المتدخلين في جميع المجالات التي تلامس أداء المؤسسة، معتبرا أن البناء التنموي في حاجة دائما إلى جيل تجديدي من الأفكار يحمل رؤى حداثية وواقعية قادرة على مسايرة المتغيرات وضبط ايقاع التحول نحو القيم التنموية المشتركة. من جهتها، أعربت المنسقة المقيمة لمنظومة الأممالمتحدة للتنمية في المغرب، سيلفيا لوبيز-إيكر، عن تطلعها إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة الوسيط، مبرزة أن عمل هذه المؤسسة محوري لتحقيق الأهداف المشتركة. وأكدت سيلفيا لوبيز-إيكر استعداد المنظومة الأممية بمختلف مكوناتها للمساهمة في دعم وإعداد المبادرات المشتركة للارتقاء بهذه الشراكة عبر تعزيز القدرات وتسهيل وصول الفئات الأكثر هشاشة إلى آليات المؤسسة وتبادل الخبرات لاسيما في إطار التعاون جنوب-جنوب. كما شددت المسؤولة الأممية على ضرورة إرساء عقد اجتماعي لا سيما في سياق الوباء بما يتماشى مع محاور النموذج التنموي الجديد للمملكة وأجندة 2030 للأمم المتحدة لعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب. على صعيد آخر، نوهت لوبيز-إيكر بالدور الدور الهام الذي لعبته المملكة لتبني «القرار الأممي الخاص بدور مؤسسات الأمبودسمان والوسطاء»، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 75سنة 2020، مشيرة إلى أن المغرب لعب دورا رياديا لانتزاع هذا لاعتراف الأممي بدور هذه المؤسسات في الدفاع عن حقوق الإنسان، ودعم الحكامة الجيدة، وتعزيز سيادة القانون. وتوخى هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة وازنة لممثلي الصناديق والوكالات والبرامج والهيئات المكونة لمنظومة الأممالمتحدة للتنمية بالمغرب، تعزيز انفتاح مؤسسة الوسيط على هذه المنظومة وتقاسم ما يجمعهما من رصيد اجتهادي في مجالات تلامس متطلبات التنمية المستدامة.