اتحاد سيدي قاسم أو كما يسميه القاسميون "حفار القبور"، أحد الفرق التي صنعت تاريخ الكرة المغربية، حيث تأسس النادي سنة 1927، وكان يحمل اسم الاتحاد الرياضي ل"بوتي جون"، وهو اسم المدينة قبل الاستقلال، قبل أن يتغير مع تغيير اسم المدينة بعد الاستقلال. وقدم الفريق القاسمي أسماء لاعبين كبار، ساهموا في صنع أمجاد كرة القدم المغربية، حيث ضم في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، أسماء كبيرة من أمثال عبد الله الشاوي، والإخوان بندريس، والإخوان دحان، والعربي شباك، والإخوان العامري، وسليطن، قبل أن يحمل المشعل جيل جديد من لاعبين برزو كنجوم كروية على الصعيد الوطني منهم الإخوان جبيلو، وعزيز الشوح، وإدريس اللوماري، وعبد الرحيم كروم، وحسن الركراكي وآخرون. كما نافس الفريق القاسمي في العديد من المناسبات على لقبي البطولة الوطنية وكأس العرش، حيث حقق وصافة البطولة سنة 1970، كما لعب نهائيين لكأس العرش. وبعد سنوات من الأمجاد الكروية كسب خلالها احترام أندية كبيرة، هاهو الآن تلقفه مصير بئيس أصبح معه في الدرجات السفلى للدوري المغربي، وتوقف نبضه وخفت صوت جمهوره خاصة بعد غلق ملعب العقيد العلام شريان ساكنة سيدي قاسم. وأكد خالد عليوي اللاعب السابق للفريق، أن الفريق دفع ضريبة التسيير الهاوي، حيث يعود التعثر إلى المكتب المسير بالدرجة الأولى، مضيفا، أن النتائج الأخيرة جاءت لتأكيد الفشل الذي طبع مسار إدارة النادي لعدة مواسم، دون نسيان نقص الدعم المادي الذي يترجم أيضا فشل المكتب في البحث عن ممولين وشركاء. وأضاف عليوي في حديث لجريدة "بيان اليوم"، أن أقوى حالات الفشل أن تراهن على حصان خاسر سبق وأن جربته في إشارة إلى المكتب المسير الذي عمر طويلا، معتبرا أن أن المسيرين الحاليين لا يتوفرون على تكوين رياضي ولا أكاديمي، بل يقامرون بمصلحة ومستقبل فريقهم لحساب مصالحهم الشخصية، فالتسيير حسب رأيه يجب يكون بشرط الكفاءة والشواهد لقطع الطريق على جميع الوصوليين والمتطفلين على المجال الرياضي. وأوضح ذات المتحدث، أن المشاكل والتطاحنات الداخلية داخل المكتب المسير، جعلت الهزائم والنتائج السلبية تتواصل وبالتالي خيبة أمل الجمهور القاسمي، بتديل الفريق أسفل ترتيب قسم الهواة. وقد أعرب المتحدث عن أسفه لغياب مراكز لتكوين اللاعبين وعدم الاهتمام بالفئات العمرية وتهميشها، الشيء الذي يضر بمستقبل الفريق الذي كان يصدر اللاعبين للفرق والمنتخب الوطني، وأصبح الآن ينتدب اللاعبين من خارج المدينة. كما أكد اللاعب السابق، أن إغلاق ملعب العقيد العلام كان رصاصة الموت التي زادت من معاناة الفريق وحرمت الفريق من جمهوره أكثر من 5 سنوات، متسائلا إذا كان هدف الإغلاق حسب الهيئات التي وقعت على القرار المشؤوم، هو إصلاح الملعب لأنه يهدد سلامة المشجعين، بعد هذه المدة الطويلة تفاجئ أن الملعب لازال على حاله، الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام. وختم خالد عليوي حديثه بالترحم على فريق الاتحاد الرياضي القاسمي ومسيريه السابقين أمثال إدريس الكرتي وعزيز العامري، متوقعا نتائج أكثر كارثية هذا الموسم، إذا ما استمرت نفس سياسة التسيير العشوائي، واستمرار تدخل السياسيين في شؤون الفريق. وطوال السنوات الأخيرة عاش الفريق القاسمي متخبطا في مشاكل كثيرة، إذ يشتكي من غياب الموارد المادية، بعدما كانت تحتضنه أكبر المؤسسات (لاسامير) في سبعينيات القرن الماضي، أما الآن فلا يهتم لأمره أحد سوى جالية مقيمة بالخارج جمهور محب شغوف بفريقه، يفرحون لانتصاراته ويتحصرون على نكباته، أمجاد وتاريخ ضاع بسب سوء في التسيير وعشوائية في التدبير.