انطلقت، يوم الثلاثاء بمدينة كلميم, أشغال الدورة التكوينية التي تنظمها وزارة الثقافة في مجال التراث الثقافي والصناعات الخلاقة لفائدة حوالي 80 شخصا من المسيريين والمتدخلين في مجال التراث الثقافي بجهة كلميم-السمارة. وتهدف هذه الدورة، التي تندرج في إطار برنامج التعاون المشترك «التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كقاطرة للتنمية بالمغرب»، إلى تعزيز قدرات الفاعلين المحليين في حقل التراث الثقافي بالجهة لتحسين المحافظة على هذا التراث وتثمينه. ويؤطر هذه الدورة التكوينية، المنظمة على مدى يومين بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ومكتب الدراسات (إيكوترا)، السيد محمد عسري رئيس الوكالة الدولية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والباحث الجامعي الأستاذ حسن بنحليمة. وأكد السيد عسري، بالمناسبة، أن الهدف من هذه الدورة التكوينية هو دعم حاملي المشاريع والراغبين في خلق مقاولات صغرى في ميدان التراث الوطني ومساعدتهم لمعرفة المراحل التي يجب اتباعها لخلق هذه المقاولات أو الجمعيات. وأشار إلى أن هذه الدورة التكوينية، ستمكن حاملي المشاريع من الاستفادة من المراحل والدعم الذي يمكن أن تقدمه السلطات المحلية أو المؤسسات العمومية لتثمين وإنقاذ التراث الثقافي الوطني الذي يشكل الهوية الوطنية وواجهة للثقافة المغربية. من جهته، أشار السيد بنحليمة إلى أهمية صيانة التراث الثقافي المغربي كرافعة لتنمية المجالات الترابية، مبرزا الغنى والتنوع اللذان يميزان التراث الثقافي الوطني والمحلي كرمز للحضارة المغربية. واستعرض السيد بنحليمة نماذج من التراث الثقافي المادي التي تميز جهة كلميم-السمارة وخاصة المواقع التاريخية والمعمارية والنقوش الصخرية والتراث الديني، بالإضافة إلى التراث اللامادي الذي يجسد الهوية الصحراوية المغربية وروافدها الحسانية والأمازيغية والعربية. من جانبه، أكد المدير الجهوي للثقافة السيد الدحا أهل برا، أنه تم استثمار ما يزيد عن 15 مليار سنتيم بجهة كلميم-السمارة في مجال البنية التحتية الثقافية, مشيرا إلى أن ذلك سيمكن الأجيال الحاضرة من اكتساب أدوات المعرفة وولوج المعلوميات في مجال العمل الثقافي. وذكر في هذا السياق بمشروع تثمين تراث المنطقة الذي سينخرط فيه كافة الشركاء والذي يعتمد بالأساس على البحث العلمي ولاسيما نتائج البحث العلمي الجد إيجابية التي تهم العشر سنوات من البحث الأثري الذي عرفته المنطقة بتعاون بين المعهد العالي لعلوم الآثار وبعض الجامعات الاسبانية. ويتميز برنامج هذه الدورة بتنظيم ورشتين، الأولى حول التحسيس بحماية التراث الثقافي لفائدة كافة المهنيين والمهتمين بالتراث الثقافي من جمعيات وجماعات محلية وغيرها، والثانية حول إعداد مشاريع مدرة للدخل في مجال التراث الثقافي لفائدة الشباب حاملي الشهادات الراغبين في النهوض والمحافظة على التراث الثقافي. يذكر أن هذا المخطط التكويني الموجه لفائدة المهنيين في مجال التراث الثقافي، ستستفيد منه إلى جانب جهة كلميم-السمارة، جهات سوس ماسة درعة وتازة الحسيمة تاونات والجهة الشرقية. ويندرج البرنامج المشترك «التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كقاطرة للتنمية بالمغرب» في إطار الإستراتيجية الوطنية للمغرب التي تروم محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي وجعل الثقافة قاطرة للتنمية المستدامة وإدماج المرأة والشباب في مسلسل التنمية وتثمين دورهما.