أستراليا مهتمة بتطوير العلاقات مع المغرب باعتبار صلات التعاون القوية والنوعية التي تربطه مع الاتحاد الأوروبي أشاد رئيس مجلس الشيوخ الاسترالي السيناتور جون هوغ، أول أمس الاثنين بالرباط، بالإصلاحات التي قام بها المغرب في المجالات السياسية والمؤسساتية. وأوضح بلاغ للوزارة الأولى، أن هوغ أعرب، خلال استقباله من قبل الوزير الأول عباس الفاسي في إطار زيارة عمل يقوم بها للمملكة، عن تقديره لهذه الإصلاحات، خاصة على مستوى تكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان، مثمنا المكاسب التي حققتها المملكة في إطار الدستور الجديد. كما أكد رئيس مجلس الشيوخ الأسترالي رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع المغرب في كافة المجالات، واستعدادها لدعم المسار الإصلاحي بالمملكة. واستعرض الفاسي خلال اللقاء، حسب البلاغ، الإصلاحات التي أنجزها المغرب منذ تربع جلالة الملك محمد السادس على العرش، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مبرزا بالخصوص أهمية الإصلاحات الدستورية العميقة التي باشرتها المملكة. وأضاف البلاغ أن المحادثات تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في كافة المجالات، خاصة التعاون بين المؤسستين التشريعيتين للبلدين. من جهة أخرى، أوضح هوغ، في تصريح للصحافة عقب اللقاء، أنه ناقش مع الوزير الأول، بالخصوص، مضامين الدستور المغربي الجديد ودوره في تحقيق المزيد من الديمقراطية بالمملكة. كما اعتبر أن «الفرصة ملائمة جدا اليوم لبناء علاقات مع بلدان كالمغرب في هذا الجزء من إفريقيا، عبر استكشاف القنوات القائمة للتبادل على مستوى التجارة والخدمات وأشكال التعامل مع الاتحاد الأوروبي». كما أكد سعي بلاده للرقي بالعلاقات بين المغرب وأستراليا، من خلال العمل المشترك بين برلماني البلدين لبناء مستقبلهما ضمن مجتمع حر وديمقراطي. وأجرى رئيس مجلس الشيوخ الأسترالي، من جهة أخرى، مباحثات مع رئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي، أول أمس الإثنين بالرباط، استعرضا خلالها بالخصوص، ملامح التجربة البرلمانية بكل من المغرب وأستراليا. وأوضح بلاغ للمجلس، أن عبد الواحد الراضي قدم لجون هوغ نظرة شاملة حول المسار البرلماني المغربي منذ حوالي نصف قرن، وما يشهده المغرب حاليا من إصلاح دستوري وسياسي وتحول في العلاقات والسلط والرؤية والمقاربة، مبرزا أهم ما ميز النص الدستوري الجديد من مبادئ وقيم وأحكام ومقتضيات. وأشار الراضي إلى أن الطرفين بإمكانهما تقاسم الكثير على المستوى الاقتصادي والثقافي والتربوي والعلمي، وعلى مستوى القيم الإنسانية والديمقراطية، مؤكدا أن «المغرب بلد منفتح ومتسامح ولديه قدرة ورغبة في إقامة علاقات مع الجميع، خاصة مع بلد كبير بحجم أستراليا». من جانبه، أكد هوغ، الذي استعرض العمل البرلماني الأسترالي، أن بلاده مهتمة جدا بتطوير العلاقات مع المغرب، باعتباره «يملك مع الاتحاد الأوروبي علاقات وصلات وأوجه تعاون قوية ونوعية، وهو أمر ليس سهلا وينبغي تقديره واستثماره». كما أجرى جون هوغ مباحثات في نفس اليوم مع رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله، همت، بالأساس، سبل تعزيز العلاقات بين المؤسستين. وأوضح بيد الله في تصريح صحفي عقب هذا اللقاء، أن مباحثاته مع المسؤول الاسترالي تركزت على «سبل تقوية العلاقات بين المجلسين وتبادل التجارب في ما يتعلق بالبرلمان الإلكتروني، والعمل البرلماني، والدبلوماسية البرلمانية». وأكد أن الجانبين أبرزا كذلك أهمية «جعل المواطن في صلب العمل البرلماني وتحفيزه على الاهتمام بصورة أكبر بعمل المؤسسة التشريعية سواء في الجانب المتعلق بالتشريع أو في علاقة المؤسسة بالجهاز التنفيذي». وأضاف أن هذا اللقاء شكل أيضا مناسبة لاستعراض التحولات التي تعرفها المنطقة، وكذلك مسلسل الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب والتي توجت بإقرار دستور جديد. من جانبه قال السيناتور جون هوغ في تصريح مماثل إن اللقاء تناول سبل تقديم خدمات أفضل للمواطن والاستجابة لتطلعاته، معبرا عن استعداد البرلمان الاسترالي لتقديم كل الدعم الممكن للبرلمان المغربي في مختلف مجالات اشتغاله». وأبرز رئيس مجلس الشيوخ الاسترالي أن المملكة المغربية «تمضي بخطى ثابتة في مسلسل الإصلاحات التي انخرطت فيها» منذ سنوات.