مشاركون يؤكدون أن مقترح الحكم الذاتي قاعدة للتفاوض لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية تركزات أشغال اليوم الافتتاحي للملتقى الأول حول القضية الوطنية أول أمس الأحد، بقلعة السراغنة حول تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة وموضوعي الجهوية الموسعة والحكم الذاتي. كما تم خلال هذا الملتقى المنعقد تحت شعار» المجتمع المدني في خدمة القضية الوطنية»، والذي يشارك في تنظيمه تجمع الجمعيات الصحراوية المغربية بفرنسا وجمعية السلام على مدى ثلاثة أيام، عرض شريط وثائقي يسلط الضوء على معاناة المحتجزين بمخيمات تندوف، وتقديم شهادات حية لبعض المحتجزين السابقين. وسجل حسن الطوسي رئيس جمعية السلام وإدريس العطري رئيس تجمع جمعيات الصحراويين المغاربة بمنطقة رون ألب أوفيرن أن التحولات العميقة التي طبعت العالم في الحقبة الأخيرة حتمت على فعاليات المجتمع المدني التموقع في صلب الأحداث بحكم ملامستها عن قرب لهموم وتطلعات مجتمعها ، وهو ما يدعوها إلى الانخراط في الدفاع عن قضايا المجتمع والوطن وتعبئة كل طاقاتها في هذا الاتجاه. ولفتا الانتباه، إلى معاناة المغاربة المحتجزين في تندوف وما يواجهونه من تعسفات واضطهاد تحت وطأة الذل والاستعباد التي تفرضها عليهم شرذمة من مرتزقة البوليساريو المسخرة من قبل الطغمة العسكرية الجزائرية، معبرين في ذات الوقت عن تضامنهما المطلق مع المناضل مصطفى سلمى. وقدم عمر الزايدي عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الأخضر عرضا تحت عنوان «الجهوية الموسعة ، الحكم الذاتي نموذجا « تطرق فيه إلى تعريف الجهة والجهوية في ظل التحولات التي يعرفها المغرب حاليا خاصة بعد عملية الاستفتاء على الدستور الجديد الذي تضمن آليات وصلاحيات الجهة، مشيرا إلى المقترح المغربي للحكم الذاتي كقاعدة للتفاوض حول قضية استكمال المغرب لوحدته الترابية. وأكد أن الدول القوية بمؤسساتها وهياكلها هي التي تتجه نحو الجهوية وتطبيق سياسة اللامركزية وتسليم بعض اختصاصات المركز إلى الجهات وهو ما يعني ممارسة المواطن لمسؤولياته في المراقبة والمتابعة لإنجاز البرامج على الصعيد المحلي. وفي اتصال هاتفي مباشر مع المشاركين في الملتقى الأول حول القضية الوطنية، قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أول أمس الأحد، أنه سيظل وفيا لمبادئه وصامدا في موقفه مهما كلفه ذلك من محن ومآسي إلى أن تتحقق مطالبه المشروعة بالالتحاق بأسرته بمخيمات تندوف في ظل الحرية والكرامة. وأعرب مصطفى سلمى عن اعتزازه بمثل هذه الملتقيات الوطنية التي تساهم في دعمه ومساندته في محنته جراء وقوفه إلى جانب المحتجزين في مخيمات الذل والعار. وأضاف، أن هذا الاتصال مكنه من التعبير عن شكره وامتنانه للمشاركين في هذا الملتقى الهادف، مؤكدا أنه يقدر مشاعرهم الإنسانية النبيلة ومشاعر كل المغاربة الذين تعاطفوا معه وطرحوا قضيته في عدد كبير من المحافل الدولية. وخلف هذا الاتصال أثرا عميقا في نفوس المشاركين وخاصة بالنسبة لتجمع جمعيات الصحراويين المغاربة بمنطقة رون ألب أوفيرن بفرنسا الذي أكد لمصطفى سلمى رغبته في تنظيم تظاهرة تضامنية قريبا للتعريف بقضيته لدى الهيئات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمات المعنية التابعة للأمم المتحدة. وتم بالمناسبة تكريم محمد الطاهري، وهو أحد أبناء مدينة قلعة السراغنة والذي كان قد تعرض للاختطاف وتم التنكيل بها في المخيمات إلى جانب مجموعة من المحتجزين الذين أضاعوا فترة طويلة من حياتهم في سجون البوليساريو. ودعا المشاركون في الملتقى بالمناسبة إلى ضرورة العناية بهذه الفئات من ضحايا البوليساريو والتعريف بمعاناتهم ومآسيهم في مختلف المحافل الدولية لفضح المؤامرات والمناورات الجزائرية وصنيعتها البوليساريو التي كانت تجاهر بإدعاءات الدفاع عن حقوق الإنسان، في الوقت الذي يتاجر فيه مرتزقتها بالمساعدات الدولية من أغذية وأدوية في السوق السوداء.