عبر الدولي المغربي والظهير الأيمن لنادي باريس سان جرمان الفرنسي، أشرف حكيمي، عن إحباطه بعد الإقصاء من دور ربع النهاية كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2021 التي اختتمت مؤخرا بالكاميرون، مؤكدا أنه من العار أن يخرج المنتخب الوطني بتلك الطريقة أمام منتخب مصر. وقال حكيمي في حوار أجراه الاثنين الماضي مع صحيفة "ماركا" الرياضية الإسبانية، إنه سعيد بالعمل الذي قامت به كتيبة "أسود الأطلس"، مبرزا أنه تفاجأ كثيرا بمنتخب جزر القمر الذي تمكن من بلوغ دور الثمن في مشاركته الأولى وخرج بطريقة مشرفة رغم الغيابات والإصابات. واعتبر حكيمي الضغط الذي يواجهه رفقة باريس سان جرمان، أمرا عاديا يتعامل معه بهدوء، خاصة أنه يشعر براحة كبيرة في نادي العاصمة الفرنسية التي يراها مناسبة له ولثقافته المغربية، مشيرا إلى أنه يتحسن تلقائيا بالتدرب مع لاعبين كالأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار. وكشف حكيمي عن أكثر لاعب فاجأه في باريس سان جرمان، ويتعلق الأمر بالإيطالي ماركو فيراتي، مبديا ارتياحه ورضاه من تصريحات زميله الفرنسي كيليان مبابي الذي قال إن الدولي المغربي يعد أفضل ظهير أيمن في العالم، مقرا بأن ينسجم مع هذا اللاعب بشكل أكثر من غيره. وتحدث حكيمي عن كيف تغير من لاعب شاب مع نادي ريال مدريد الإسباني إلى لاعب ناضج وأكثر خبرة مع أندية بوروسيا دورتموند الألماني وإنتر ميلانو الإيطالي ولاحقا مع باريس سان جرمان، مضيفا أن النادي الملكي رفض المراهنة عليه أكثر من مرة عكس الأندية المذكورة. وأبرز حكيمي الدور الذي لعبه مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو بمنحه الثقة، مثنيا أيضا على التحاق زميله القديم-الجديد الإسباني سيرخيو راموس بالمجموعة، معبرا عن أمله في حسم التتويج بلقب الدوري الفرنسي والذهاب بعيدا في منافسات دوري أبطال أوروبا. ما هو شعورك بعد المشاركة بكأس أمم إفريقيا؟ إنه شعور ممتع وحزين (في الآن ذاته). كان إحساسا سيئا بعد العمل الجيد الذي قمنا به، والكيفية التي سارت بها المباريات، وكيف كان بمقدورنا القيام بأشياء كبيرة في هذه البطولة. كنت متحمسا جدا لمساعدة الفريق والذهاب بعيدا. كنت في نفس المركب. والحقيقة أنه كان من العار أن نودع البطولة بتلك الطريقة. حزين بعد الإقصاء، لكن سعيد بالعمل الذي قامت به المجموعة. من المنتخب الذي كان في نظرك مفاجأة البطولة؟ ومن اللاعب الذي فاجأك؟ نعم تفاجأت بمنتخب جزر القمر لأنه شارك لأول مرة بكأس أمم إفريقيا، وجعل الناس يتكلمون عنه بعد اجتياز دور المجموعات والتأهل دور الثمن. لقد قاتلوا حتى النهاية مع لاعب تكلف بحراسة المرمى، ومع كل ما حصل لهم بسبب مرض كوفيد-19، وأعتقد أن هذه الروح ستظل معهم. لقد التقيت بهم في الفندق وهنأتهم على ما فعلوه على أرضية الملعب. قلت لهم إنني فخور برؤية ما قدموه. بالنسبة للاعبين هناك أسماء غير معروفة كسوليمانا ظهير أيسر بنادي رين، والذي برز مع المنتخب الغاني. بالنسبة لمنتخبنا الوطني، هناك قلب الدفاع نايف أكرد الذي تنافس بقوة، ولدينا أيضا في المقدمة ريان مايي. قلة من الناس يعرفونهم، ولدينا كذلك لاعبون رائعون آخرون. هل تواجه ضغطا كبيرا في باريس سان جرمان؟ طبعا. لعبت بدوريات وأندية مختلفة. وكلها فرق لديها متطلبات عالية، لكني أحببت دائما هذا الضغط. وهذا ما يحدث كل مرة وأستمر في فعله. صحيح أنه لدينا الآن لاعبون كبار وتوقعات كبيرة. أسعى للعمل عليها بهدوء يوما بعد يوم. هل قدم لك الفريق الاستقرار الذي تبحث عنه؟ وهو الذي راهن عليك كثيرا .. الحقيقة أنني أشعر براحة كبيرة وكأنني في المنزل. الناس والنادي والمشجون استقبلوني بشكل جيد. حتى قبل قدومي شعرت بعاطفتهم تجاهي. النادي راهن علي وفعل الكثير من أجلي. المدرب أيضا تحدث معي مرارا ومنحني ثقته. اللاعبون استقبلوني بشكل جيد وطلبوا مني التحلي بالهدوء والاستمتاع. ولهذا أشعر بالرضا معهم وأقدم كل ما لدي. هل تعتقد أن باريس مدينة مناسبة لك؟ نعم .. الحقيقة أنني أحببتها لذلك، وأيضا من أجل "الدارجة" المغربية، وأتعلم المزيد هنا. إنه بلد ومدينة يساعداني في التحسن والتعلم والاستمتاع بالمدينة مع أسرتي، خاصة ثقافتها. التدرب رفقة ميسي ونيمار، هل يجعلك تتحسن؟ بالتأكيد. إنهما يجعلانك أفضل ويساعدانك في ذلك. أنا محظوظ -بما يكفي- باللعب مع اللاعبين الأفضل في مركزيهما. وفي كل يوم نتعلم منهم ونتطور. من اللاعب الذي فاجأك في الفريق؟ من العادي جدا أن يفاجئك لاعبون كميسي ونيمار ومبابي، لكن لأكون صادقا، فاللاعب الذي فاجأني بشكل خاص، والذي كنت أعرفه سابقا، هو فيراتي. فعندما تراه شخصيا وتتدرب معه، ستدرك أنه رغم تعرضه للضغط، يحافظ على هدوئه. عندما تكون لديه الكرة فلن تستطيع أخذها منه. جودة الآخرين واضحة، لكن رؤية فيراتي كانت ممتعة. ماذا يعني لك أن مبابي إنك أفضل ظهير أيمن في العالم؟ عندما يثني عليك لاعبون كبار ككيليان، فذلك يمنحك الارتياح والرضا لأنك ترى -حينها- أنك تقوم بالأشياء بشكل جيد. جميع هذه السنوات من العمل والتضحية، والتي جعلتني أصل إلى هناك، تستحق العناء. كيليان هو أيضا مرآة ترى نفسك فيها. لديك تقارب كبير مع كيليان، هل تتمنى ألا تفقده العام المقبل؟ الحقيقة أنني أتفاهم جيدا معه. انسجمنا جيدا منذ اليوم الأول. العمر لعب دورا مهما، لأنه لدينا أشياء كثيرة نراها ونفعلها باتفاق بيننا. سنرى ماذا سيحدث معه. أتمنى له التوفيق في مسيرته وحياته، وهو من سيقرر. سنستمتع ولدينا عدة أشهر سوية، وبعدها سوف نرى. كيف تغير أشرف من لاعب ريال مدريد إلى لاعب باريس سان جرمان؟ كثيرا .. أمامي بضعة سنوات. أصبحت أكثر نضجا، ولدي تجربة أكبر. في مدريد انتقلت من فريق "كاستيا" دون خبرة للعب في مستوى احترافي عال جد. الآن بعدما لعبت لأندية عديدة وكبيرة، حصلت على التجربة والنضج والمسؤولية. هل كان وداعك بسبب عدم نضجك كلاعب أو أن ريال مدريد كان يفتقد إلى الثقة؟ قليلا من الاثنين. صحيح أنه عندما تلتحق بريال مدريد للمرة الأولى ستعلب رفقة "الكاستيا". وهذا طبيعي لأن النادي لن يراهن على لاعب شاب. لكن بعد انضمامي لدورتموند كمعار، خصت موسمين رائعين. وكان علي العودة واتخاذ القرار. لاحقا أعتقد أن ريال مدريد لم يراهن علي رغم أنني أصبحت مؤهلا للعب على أعلى مستوى. وحتى عندما انتقلت إلى إنتر، كان هناك بند حق الشراء، لكن النادي لم يفعله. أعتقد أن ريال مدريد لم يرغب في المراهنة علي بقدر ما فعل الأندية الأخرى. أنا سعيد لأن تلك الأندية لم تكن مخطئة في المراهنة. هل كان دور بوكيتينو مهمًا؟ كثيرًا جدًا .. تواصلت معه قبل مجيئي، وأخبرني بما يريده مني وما الذي علي فعله مع الفريق. هذا منحني الثقة وراحة البال، خاصة الحرية للاعبين لنشعر بأهميتنا. وهو ما يجعلنا نصل إلى هذا المستوى. ما يعجبني في المدرب هو أنه قريب جدًا من اللاعبين ويمنحهم المسؤولية. كيف كان اللقاء مع راموس؟ هل تعتقد أنه سيعطي أشياء مهمة لباريس سان جرمان؟ كان ذلك لطيفًا للغاية. تزاملنا في ريال مدريد وعاملني جيدًا رغم صغر سني وقدومي من الأكاديمية. لدينا صداقة جيدة جدا. الحقيقة أنني فوجئت برحيله عن ريال مدريد، لكني سعيد بوجوده معنا. ننتظره بفارغ الصبر. كنت أعلم أنه سيأتي وسيجعلنا ننمو كثيرًا لأنه قائد ولاعب متمرس. وهذا جيد لباريس سان جرمان. كيف هي الأجواء والجماهير في باريس؟ في فرنسا أشعر بالراحة. هناك الكثير من الناس من إفريقيا هنا والكثير من العرب الذين استقبلوني بشكل جيد للغاية وعاطفة كبيرة. دائمًا ما يدعمنا المشجعون في "بارك دي برانس" في اللحظات الحاسمة. يظهر ذلك في الدوري ولكن في دوري الأبطال أيضًا. لقب الدوري الفرنسي يقترب، أليس كذلك؟ يتبقى الكثير لكن إذا توجنا به فعلينا الاستمتاع. أريد أن أضيف المزيد من الألقاب إلى مسيرتي ونريد الذهاب بعيدا في دوري الأبطال أيضًا. لمن تهدي اللقب الأول؟ قبل كل شيء لعائلتي وابني وكل الذين يدعمونني وإلى أصدقائي. إلى الأشخاص الذين يتواجدون دائمًا في الأوقات العصيبة لدعمني. ما هي النصيحة التي ساعدتك بشكل خاص؟ منذ الصغر، كنت أقول دائما، يجب أن أكون متواضعا، وهادئا رغم ما حدث وسيحدث. أن أبقى على طبيعتي، فتى الحي وأحاول أن أبقى هكذا. أعيش مثل الجميع، والآن أنا محظوظ، والله يمنحني المزيد من الأشياء، ولكن يجب أن أكمل على هذا المنوال، لأنه هو من أوصلني إلى هنا.