ينتمي محسن البدوي إلى الجيل الجديد من المخرجين، حيث التصور المغاير للإخراج، وقد بدأ أسلوبه الخاص يتجلى من خلال إخراجه لمجموعة من الأعمال الوثائقية بالخصوص، ومن آخر إنتاجاته، سلسلة «أحوال الناس» التي برمجت للعرض بالقناة الأولى. صورت هذه السلسلة بمجموعة من الفضاءات الداخلية والخارجية بمدينة الدارالبيضاء، تستغرق المدة الزمنية لكل حلقة من حلقاتها خمس عشرة دقيقة تقريبا، تعالج عدة قضايا اجتماعية مألوفة، بروح إبداعية، سعيا نحو توعية المشاهدين بالانعكاسات السلبية لبعض العادات الدخيلة على مجتمعنا، استنادا إلى المرجعية الدينية. يساهم في تشخيص أدوار هذه السلسلة التي ألفت نصها كريمة البدوي، والتي ستتواصل على مدى شهر كامل:عبدالقادر البدوي،جميلة مصلوح، يونس سفيان، وآخرون.. وقد تمت الاستعانة ببعض التقنيين الأجانب، خاصة على مستوى إدارة التصوير، حيث أسندت إلى البلجيكي جيريمي طوندورو. ومما يميز هذه السلسلة، أنه في نهاية كل حلقة منها، يتم تقديم حلول لبعض المسائل الدينية. وعند الحديث عن مخرجها الشاب محسن البدوي، فإنه لا بد من استحضار عاملين مؤثرين في تجربته، أولهما أنه تربى في أسرة فنية، وهي أسرة البدوي، حيث أتيحت له الفرصة لمعايشة عروض مسرحية وتمثيليات تلفزيونية منذ صباه، لا بل المشاركة فيها عبر أداء أدوار الأطفال ثم اليافعين ثم الشباب بعد ذلك،أما العامل الثاني المؤثر، فإنه يتمثل في دراسة الإخراج ببلجيكا، الذي سمح له باكتساب معرفة مغايرة بطرق الإخراج وإدارة الممثلين.