اجتمع خبراء بضفتي مضيق جبل طارق، خلال اليومين الماضيين بمدينة إشبيلية (الأندلس)، في إطار ندوة دولية حول موضوع «ديناميات هجرة المغاربة في الاتحاد الأوروبي وإسبانيا». وشارك في أشغال هذه الندوة المنظمة بمقر مؤسسة الثقافات الثلاث بالعاصمة الأندلسية العديد من الأكاديميين والمتخصصين والخبراء بضفتي مضيق جبل طارق. ويتوخى هذا اللقاء الدولي التعريف بظاهرة هجرة المغاربة في اتجاه إسبانيا وأوروبا وبحث التطور الذي يشهده هذا الواقع الاجتماعي. وتبحث أشغال هذه الندوة أيضا ديناميات الهجرة المغربية في إسبانيا وظاهرة الهجرات الدولية والمتوسطية وبالاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى تقييم سياسات الهجرة في السياق الأوروبي. ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار سلسلة من الأنشطة الثقافية المخصصة للمغرب بإشبيلية تنظم بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط، وبتعاون مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج تحت شعار «المغرب في ثلاث ثقافات». وتتضمن هذه السلسلة من الأنشطة، التي تتوخى تعزيز التقارب بين المجتمعين المغربي والإسباني وتقريب «الجمهور من الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في المغرب» العديد من اللقاءات الثقافية المخصصة للمغرب. ولهذا الغرض أعدت اللجنة المنظمة برنامجا غنيا يمتد خلال الفترة ما بين شهري يونيو الجاري وأكتوبر القادم، ويتضمن بالخصوص تنظيم ندوات ومعارض وعروض أزياء وحفلات موسيقية ومسابقات في الطهي. كما تتضمن هذه التظاهرة المخصصة للمغرب، عرض أفلام مغربية ما بين شهر يونيو الجاري ويوليوز القادم في إطار برنامج مؤسسة الثقافات الثلاث «سينما يوم الثلاثاء». ويشكل موضوع المرأة المغربية والمنجزات التي حققتها أحد محاور برنامج هذه التظاهرة الثقافية المغربية الاسبانية من خلال تنظيم لقاءات وندوات تتناول مختلف جوانب قضايا المرأة المغربية المعاصرة وتطور مشاركة المرأة المغربية في عالم الشغل والأعمال وأدوارها في النهوض بالمجال الفني بالمملكة. وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث التي تأسست سنة 1998 في إشبيلية، منتدى تم إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار، ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التواصل بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورومتوسطي.