ترأس المغرب إلى جانب فرنسا أول أمس الاثنين باديس أبابا اجتماع المجموعة المشتركة للخبراء الأفارقة والأوروبين حول التغيرات المناخية، تم خلاله القيام بوضع تقييم للتطورات الأخيرة المتعلقة بتنفيذ خريطة طريق إفريقيا -الاتحاد الأوروبي حول التغيرات المناخية. وقد جرى خلال هذا الاجتماع، الذي تميز بمشاركة العديد من البلدان الإفريقية، من بينها مصر والكامرون ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا والجزائر، إضافة إلى بلدان أوروبية (الدنمارك وإسبانيا والمملكة المتحدة، وفلندا وبلجيكا)، إلى جانب لجان الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، بحث البرامج ذات الأولويات التي تم تحديدها من قبل المجموعة بهدف تنفيذها خلال أو عقب قمة إفريقيا-الاتحاد الأوروبي الثالثة المقرر عقدها خلال نونبر المقبل في ليبيا. وتشمل هذه البرامج مبادرة «كليم ديف» أي المناخ في خدمة التنمية بإفريقيا، ومشروع الجدار الأخضر الكبير بمنطقة الصحراء والساحل. وتعتبر «كليم ديف» مبادرة اتخذتها لجنة الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا والبنك الافريقي للتنمية، كلف بتنفيذها المركز لإفريقي للسياسة في مجال المناخ، الذي يضطلع بمهام التنسيق وتعزيز القرارات السياسية المتعلقة بالتغيرات المناخية، خاصة من خلال تعزيز القدرات بالمؤسسات الإقليمية الوطنية. وتتجلى أحد الأهداف الرئيسية ل «كليم ديف» في الاستجابة للخصاص المسجل على مستوى المعطيات والمعلومات والتحليلات التي تحد من قدرة السياسات وأصحاب القرار على جميع الأصعدة، بهدف وضع استراتيجيات فعالة للاستجابة للتحديات المتعددة التي تطرحها التغيرات المناخية. ويتم حاليا تجميع مختلف المعطيات لأهداف مختلفة كالتدبير البيئي والتنمية الفلاحية، وتدبير أخطار الكوارث. وبخصوص مبادرة الجدار الأخضر الكبير بالصحراء والساحل، فإنها تنبني على وضع مشاريع لمحاربة التصحر وتدهور التربة وتدبير الأراضي في دول الصحراء والساحل. وقد تمت بلورة هذين البرنامجين ضمن أنشطة مبادرات الشراكة المنصوص عليها في أجندة مخطط العمل 2010-2008 للاستراتيجية المشتركة إفريقيا-الاتحاد الأوروبي. وقد اتفق المشاركون في هذا الاجتماع على إنشاء «مجموعة» تتكون من بلدان أفريقية ومن الاتحاد الأوروبي، وكذا من اللجنتين من أجل الانكباب على بلورة خطة عمل ثانية بشأن تغير المناخ والتي سيتم تقديمها خلال القمة المقبلة إفريقيا-الاتحاد الأوروبي. وتهدف الاستراتيجية المشتركة إفريقيا-الاتحاد الأوروبي، التي تم إطلاقها خلال قمة لشبونة التي عقدت في التاسع من دجنبر 2007، إلى خلق إطار شامل للمفاوضات بين الشريكين. وبهدف ضمان تنفيذها، تم تبني مخطط عمل يمتد على مدى ثلاث سنوات. ويتضمن هذا المخطط التوجهات الثمانية الكبرى، التي ينبغي على الشركاء العمل على تحقيقها قبل انعقاد القمة المقبلة بليبيا. ويعد المغرب، الذي ترأس إلى جانب فرنسا المجموعة المشتركة للخبراء الأفارقة ونظرائهم من الاتحاد الأوروبي حول التغيرات المناخية، عضوا ضمن شراكات أخرى تتعلق بالسلم والأمن، والديمقراطية، والحكامة وحقوق الإنسان، والتجارة والاندماج الإقليمي والهجرة، والتشغيل.