الفن والثقافة في خدمة التنمية المستدامة شهدت مدينة تطوان، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان «أصوات نسائية»، الذي نظمته جمعية «أصوات نسائية» تحت شعار «الفن والثقافة من أجل النهوض بالتنمية المستدامة». واحتفي تطوان من خلال هذا المهرجان، الذي استمر ثلاثة أيام, بالإبداع النسائي بكل تلاوينه تشجيعا للروح النسائية الخلاقة، كما سعى الساهرون على هذه التظاهرة إلى جعلها رافعة للتنمية بالمنطقة على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وتكريس تطوان كصلة وصل بين ضفاف المتوسط شمالا وشرقا وجنوبا، وإعطاء إشعاعها الثقافي صبغة متوسطية ودولية. وأوضحت كريمة بنيعيش، رئيسة جمعية «أصوات النساء»، في كلمة بالمناسبة، أن المهرجان، وإن كان لايزال في سنواته الأولى، مكن مدينة الحمامة البيضاء من أن تصبح ملتقى حضاريا لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، وموعدا سنويا قارا لتكريم عدد من الفعاليات النسائية داخل وخارج المغرب. وأكدت أن هذه التظاهرة الثقافية لمدينة تطوان العريقة، التي تعتبر بحق مركزا حضاريا متفردا ونقطة انصهار وتلاقح العديد من الثقافات المتوسطية، تروم إعطاء صيغة متوسطية ودولية لإشعاع المدينة الثقافي، مبرزة أن دورة هذه السنة تأتي في لحظة تاريخية تعيش فيها المملكة على إيقاع «ثورة دستورية هادئة» بقيادة جلالة الملك محمد السادس. وأشارت رئيسة جمعية أصوات النساء إلى أن برنامج دورة هذه السنة قدم لجمهور المهرجان فقرات متنوعة تبرز انتماء المغرب إلى محيطه العربي الإفريقي والمتوسطي الإيبيري، وذلك ضمن فعل ثقافي يتطلع إلى خلق فضاء تلتقي فيه مجمل التعبيرات الثقافية برمزياتها الدالة على الانفتاح والتسامح والحوار. ومن جهتها أكدت نزهة الصقلي أن المهرجان يشكل مناسبة للوقوف على إنجازات النساء محليا ووطنيا ودوليا، مضيفة أن هذه التظاهرة مبادرة قد تكون موجهة للمرأة, لكن يحملها نساء ورجال المدينة معا، مجسدين بذلك شعار المهرجان (الفن والثقافة في خدمة التنمية المستدامة) الذي هو أيضا عنوان دورة هذه السنة. وذكرت الصقلي بتثمين هذه التظاهرة الثقافية للتراث الفني لمدينة تطوان بكل تلاوينه من خلال العطاءات النسائية، وتبليغه الصورة الثقافية ذات البعد العربي الإفريقي المتوسطي والدولي لهذه المدينة التي صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) تراثا عالميا، وبالتالي إبراز روح التعايش والتسامح السائدة فيها كما في جميع ربوع المملكة. وتم خلال هذه التظاهرة تكريم أربع فعاليات نسائية اعترافا بمساهمتهن في العديد من المجالات، كالفاعلة الجمعوية أمينة بورجيلة، بما أسدته من خدمات لمدينة تطوان من خلال انخراطها في العديد من مكونات النسيج الجمعوي، والفنانة التشكيلية رحيمة العروض التي نظم معرض لجديد إبداعاتها ببهو ولاية تطوان. وكان جمهور مهرجان «أصوات نسائية» على موعد مع حفل ساهر أحيته كل من الفنانة ناتاشا أطلس (فرنسا)، وهي مغنية من أصل إنجليزي مصري تجمع في موسيقاها بين الشرق والغرب من خلال المزج بين أنماط موسيقية متعددة بموهبة وفنية عاليتين, ثم المغنية فتحية أمين التي أدت أغنية لحنت خصيصا لهذه المناسبة. وقامت الفنانة حياة الإدريسي التي تعد واحدة من أجمل الأصوات المغربية والعربية، بأداء لبعض من الروائع التي حظيت بإعجاب الجمهور الذي عرفها بالخصوص بأدائها لأغاني «الطرب» لا سيما أغاني كوكب الشرق أم كلثوم. وعلى غرار الدورات السابقة للمهرجان، نظم معرض «على مر العصور» الذي يروم إبراز المنتوجات المحلية والغنى الذي تتميز به الصناعة التقليدية الوطنية، بمشاركة نحو 30 تعاونية نسائية من كل جهات المملكة، وحملة «الطب المتضامن» أو «الصحة للجميع» لفائدة النساء والأطفال المنحدرين من الأحياء الفقيرة بالمدينة. كما شارك في دورة هذه السنة مجموعة من الأسماء الفنية الوازنة من المغرب والخارج مثل نجوى كرم ونانسي عجرم والمغنية الهولندية من أصل مغربي شهراز والفنانة المغربية حسناء زلاغ، إضافة إلى فقرات من الموسيقى الأندلسية وموسيقى الفادو البرتغالية.