في إطار برنامج دعم الكتاب والقراءة العمومية، وتحت شعار» ثقافة التسامح والوفاء شرط لكل تنمية مجتمعية»، دشنت المديرية الجهوية للثقافة بجهة الغرب الشراردة بني احسن سلسلة لقاءاتها الأسبوعية المخصصة لتقديم مؤلفات حول منطقة الغرب الشراردة بني احسن، بتقديم الكتاب الأول «من وحي التراث الغرباوي» للكاتب بوسلهام الكط، بالخزانة الجهوية بالقنيطرة. وقد حضر هذا اللقاء ثلة من المبدعين والفنانين وجمعيات المجتمع المدني وضيوف من مختلف المشارب. افتتح اللقاء بكلمة تقديم وترحيب للمدير الجهوي للثقافة بالجهة، ركز فيها على المغزى من هذه اللقاءات المخصصة لمبدعي الجهة ولمؤلفاتهم حول المنطقة للوقوف على أهمية الثقافة الغرباوية كلبنة أساسية في بنية المجتمع المغربي؛ لما يميزها من خصوصيات تضفي قيمة مضافة على المشهد الثقافي ببلادنا. واعتبر الملتقى أيضا مؤشرا على الوفاء للأصول ومدخلا للنبش في مكونات الثقافة الغرباوية بهدف الوقوف على عناصر قوتها القيمية بالارتباط أساسا بقيمتي التسامح والوفاء باعتبارهما شرطين أساسين لتحقيق التنمية المجتمعية. بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ إدريس الكرش للإبحار في فضاءات مؤلف «من وحي التراث الغرباوي»، في أجزائه السبعة، انطلاقا مما تزخر به الجهة من ثروات فلاحية وفرشة مائية كمؤشر رافع للبنية الاقتصادية، وبالموازاة مع ذلك وجب الوقوف مليا على الوجه الآخر للجهة والمتمثل في التراث الشعبي للمنطقة والذي عانى ما يكفي من التهميش والنسيان. إلا أنه أشار إلى تحولات عرفها المشهد الثقافي حاليا ببلادنا مكنت من التعرف على جذور هويتنا وحضارتنا التي تعتز بفسيفسائها المتكون من الأمازيغي والإسلامي والأندلسي والموريسكي واليهودي، ولعل هذا ما طبع حضارة المغرب بالغنى والتنوع. كما خاض الأستاذ الكرش في خصوصيات الكتابة لدى الأستاذ بوسلهام الكط التي تطبعها الجدية ومصداقية القول باعتباره باحثا ميدانيا ترعرع وسط الظواهر الإجتماعية كممارس في البداية وكباحث أكاديمي في نهاية المطاف. إذ لا مجال، حسب رأي المتدخل، للحديث عن الصدفة أو التنظير السطحي في كتاباته، التي يمكن تصنيفها إلى أربع مجالات اختلفت بين النقد الأدبي والمجال التربوي ومجال الفكر والفلسفة وكذا مجال النبش في ذاكرة الجهة مرتكزا على المحلي في اتجاه الجهوي ثم الوطني فالإنساني. وفي مداخلة ثانية لامس الأستاذ إبراهيم البدوي مختلف مظاهر العمران التاريخي، حيث تم الوقوف مليا على المآثر المصنفة بالجهة كتراث مادي، وحاول أن يعطي مكانة لنهر سبو العظيم كتراث إنساني ينبض بالحياة إلى يومنا هذا رغم الظروف المناخية والتحولات التي عرفتها الجهة على المستوى الإيكولوجي.