تهديدات القذافي تحرك الغرب لضغط عسكري أكبر وسياسي أقوى لتنحيته انتقدت دول غربية من بينها الولاياتالمتحدةوإسبانيا تهديدات العقيد الليبي معمر القذافي بمهاجمة أوروبا، ودعته للتنحي حفاظا «على مصالح شعبه» متعهدة بمواصلة الضغط عليه تسهيلا للانتقال الديمقراطي للسلطة في ليبيا. هذا ونفى المجلس الوطني الانتقالي الليبي الأنباء التي ترددت عن ترحيب المعارضة الليبية بالاقتراح الذي تقدم به الاتحاد الأفريقي للسلام في ليبيا الذي ينص على استضافة محادثات على الفور بين طرفي الصراع لمناقشة وقف إطلاق النار والانتقال إلى حكومة ديمقراطية. فقد قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي تزور إسبانيا حاليا «بدلا من إطلاق التهديدات يتعين أن يعطي القذافي الأولوية لمصلحة شعبه وما فيه خيره، وأن يترك السلطة ويساعد في تسهيل التحول الديمقراطي». من جانبها، صرحت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث بأن «رد أوروبا على تهديد القذافي هو الاستمرار في العمل بالتصميم نفسه» ومواصلة «الضغط السياسي والعسكري نفسه». وشددت الوزيرة الإسبانية على أن الحملة الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ستستمر «حتى التوصل إلى حل للأزمة». ضمن نفس الإطار، قال مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون إن «الجهود الرامية إلى الضغط على معمر القذافي للتخلي عن السلطة تنجح، وإنه لن يكون هناك استقرار في ليبيا إلى حين تنحيه». وفي نسخة من حوار تلفزيوني بث على شبكة «سي إن إن » الإخبارية الأميركية، قال دونيلون «واشنطن وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي تجنبوا كارثة إنسانية بهجماتهم الجوية على ليبيا» ويشتركون في «هدف سياسي طويل الأمد يتحقق برحيل القذافي». وأضاف دونيلون -وهو كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما- «لقد وضعنا معا مجموعة واسعة وشاملة من جهود الضغط ليتنحى، أعتقد أن تلك الجهود تنجح بشكل حتمي». يشار إلى أن حلف الأطلسي أعلن السبت أنه كثف قصفه على غربي لبيبا ودمر حوالي خمسين هدفا عسكريا خلال أسبوع. وشمل القصف أهدافا من جبل نفوسة قرب الحدود التونسية إلى مدينة مصراتة على بعد أكثر من مائتي كلم شرق طرابلس بحسب بيان للحلف الأطلسي. وتأتي التصريحات الغربية ردا على الخطاب الأخير الذي ألقاه عبر مكبرات الصوت معمر القذافي أمام حوالي مائة ألف من أنصاره الذين تجمعوا في الساحة الخضراء في طرابلس الجمعة الماضية حيث قال القذافي إن الشعب الليبي «قادر على نقل المعركة إلى البحر المتوسط وأوروبا». وأضاف موجها كلامه إلى القادة الأوروبيين «قد نستبيح بيوتكم ومكاتبكم وعائلاتكم لتصبح كلها أهدافا عسكرية مشروعة مثلما أنتم حولتم مكاتبنا ومقراتنا وبيوتنا وأطفالنا إلى أهداف عسكرية مشروعة لكم». وتابع القذافي وسط تصفيق حاد وإطلاق نار في الهواء «إذا قررنا نحن قادرون على أن ننتقل إلى أوروبا مثل الجراد مثل النحل، ولكن ننصحكم أن تتراجعوا قبل أن تحل بكم الكارثة». وخاطب القذافي متوجها إلى مواطنيه «ازحفوا على الجبل الغربي وافتكوا السلاح الذي ألقاه الفرنسيون، ثم إذا أردتم أن تعفوا عنهم (الثوار) فأعفوا عنهم هذا شأنكم». وارتباطا بالجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، نفى المجلس الوطني الانتقالي الليبي الأنباء التي ترددت عن ترحيب المعارضة الليبية بالاقتراح الذي تقدم به الاتحاد الأفريقي للسلام في ليبيا. وقال المتحدث باسم المجلس عبد الحفيظ غوقة في اتصال هاتفي مع الجزيرة من بنغازي إن المجلس لا يرحب بأي مبادرة لا تنص صراحة على رحيل العقيد القذافي عن الحكم. يأتي ذلك بعد أن ترددت أنباء عن ترحيب معارضين ليبيين باقتراح الاتحاد الأفريقي، قائلين إنهم يفسرونه على أنه يعني ضرورة ألا يلعب القذافي أي دور بعد الآن في قيادة البلاد. وكان زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي الذين اجتمعوا بغينيا الاستوائية عرضوا الجمعة استضافة محادثات على الفور بين طرفي الصراع في ليبيا لمناقشة وقف إطلاق النار والانتقال إلى حكومة ديمقراطية، لكنهم لم يحسموا مسألة ما إن كان هناك أي دور في المستقبل للقذافي؟ كما قررت الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي عدم التعاون في تنفيذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق القذافي، معتبرة أن ذلك يعقد حل الأزمة مما يعني إمكانية انتقال القذافي لاحقا إلى المنفى في دولة أفريقية. على صعيد متصل، ذكر المكتب الصحفي للكرملين أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اتفق في حوار هاتفي أمس مع نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما على الالتقاء لمناقشة جهود السلام في ليبيا. وقال المكتب «اتفقا على الالتقاء في المستقبل القريب لتنسيق الخطوات الأخيرة معا لتسوية الصراع الليبي الداخلي».