تأكد بصفة رسمية بأن الجمع العام لفريق الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم سوف لن يؤجل، وسيقام في موعده كما حدد له سلفا، أي مساء اليوم، كما أن الرئيس عبد السلام حنات تراجع عن تقديم استقالته عن رئاسة القلعة الخضراء، بعدما ضخ حكماء الفريق السيولة المالية الكافية من أجل التغلب على الأزمة الخانقة التي يعيشها النادي. وهناك ضمانات بأن تعطى جميع الصلاحيات لحنات من أجل تشكيل مكتب جديد خلال الجمع العام الذي من المنتظر أن يعرف إسقاط جميع أعضاء المكتب القديم، وذلك لاختيار مكتب جديد بتمثيلية جديدة لا تتعدى 15 عضوا يكونون قادرين على تسييرالفريق للموسم الرياضي المقبل. ويأتي جمع هذه السنة في ظروف مغايرة للموسم الماضي، بعدما استطاع الفريق أن يحقق لقبه العاشر والذي منحه النجمة الذهبية، لكن هذا اللقب كلف الرجاء خسائر مادية كبيرة جعلته يعيش الكثير من المشاكل سواء مع اللاعبين الذين كانوا وراء الفوز باللقب أو من خلال الإستعداد الجيد لعصبة الأبطال، حيث تعدر عليه في آخر لحظة السفر إلى إسبانيا لإقامة تربص هناك في ظروف جيدة. كما أن القرعة التي أطاحت ببعض الأسماء الوازنة فيما يتعلق بالثلث الخارج خلطت العديد من الأوراق، وهي من بين الأسباب التي جعلت حنات في بداية الأمر يبدي استعدادا كبيرا للتنحي عن الرئاسة لدواعي صحية، خصوصا أن الرجل لم يعد يتحمل الكثير من الضغوطات التي أصبحت تلاحقه سواء من طرف المنخرطين أو الإدارة التقنية أوالجمهور، قبل أن تتدخل لجنة الحكماء لإقناعه بالبقاء حتى نهاية الموسم القادم مع تقديم الضمانات المالية الكافية. الجمع العام المزمع إقامته مساء اليوم سيكون ساخنا على جميع الخطوط والذي سيكشف العديد من الأخطاء التي تم ارتكابها خلال هذا الموسم خصوصا على مستوى التسيير، ومن أول هذه الأخطاء الإنتدابات الفاشلة في عهد المدرب السابق هنري ميشيل والتي كلفت الفريق أعباء مالية كبيرة قبل أن يتم وضع أغلب هذه الأسماء في لائحة الإنتقالات خلال الميركاتو الصيفي الحالي، ثم قضية العقد الوهمي مع شركة الطيران الإماراتية حسب ما جاء على لسان بعض المنخرطين الذين يمثلون فصيل المعارضة، إضافة إلى الوثيقة التي تم تسريبها من طرف هذه الأخيرة للصحافة والمتعلق بمطالبة أحد أعضاء المكتب المسير بتعويض مالي مقابل مشاركة صغار الرجاء في إحدى دوريات بفرنسا. ولعل الموضوع الذي سوف يستأثر باهتمام الجميع خلال الجمع العام هو الأزمة المالية التي يعاني منها الفريق، خاصة أن الرئيس السابق ترك فائضا في حدود مليار و200 مليون سنتيم، وهو مبلغ كان من المفروض أن يتم استثماره بشكل عقلاني من أجل تفادي مثل هذه المشاكل التي أثرت بشكل كبير على استعدادات الرجاء. وقد يصطدم الجمع ببعض الإشكالات القانونية التي تواجه الفريق، هي أنه في حالة تجديد الترشيح بالنسبة للثلث الخارج، فإن المكتب المسير سيصبح أمام حالتين، مسيرون عينهم الرئيس حنات، وآخرون انتخبهم الجمع العام، مما قد يجعل النادي أمام صنفين من المسيرين أقواهما المنتخب من طرف القاعدة. لكن مادام حنات قد تراجع عن استقالته فإن ذلك تم بشروط تتمثل في إسقاط المكتب المسير برمته وبالتالي منحه الصلاحية الكاملة في تشكيل مكتب جديد يمكنه تقديم الإضافات المرجوة والخروج بالفريق من الأزمة المالية التي يعيشها بدل مسيرين يقفون موقف المتفرج ولم يقوموا بأي مخطط استعجالي والرجاء تعاني من ضائقتها، خصوص أن البعض منهم لم يحضر حتى الإجتماعات التي كان يعقدها المكتب أسبوعيا. إذن، فالرجاء تعيش منعطفا جديدا يتمثل في إعادة انتخاب مكتب مسير يتكون من مسيرين فاعلين يواجهون المشاكل بعزيمة لإعطاء الفريق دينامية جديدة وتقوية هياكله، خاصة وأن كرة القدم الوطنية تعيش قفزة نوعية تتمثل في الإنتقال إلى العصبة الإحترافية. تبقى العديد من الأسئلة والسيناريوهات المحتملة تقلق جميع مكونات الرجاء والتي سيجيب عنها الجمع العام للفريق، والذي كان من المفروض أن يكون مناسبة للإحتفال باللقب العاشر الذي يعني الشيء الكثير لمحبي وأنصار النادي، لكن للضرورة أحكام.