الأزبال والقاذورات تكتسح حديقة سيدي محمد بن عبد الله وتحول حياة الساكنة إلى جحيم تعد المقاطعة الحضرية لمرس السلطان بعمالة الفداء من أفقر الجماعات المحلية على مستوى الحدائق العمومية والمساحات الخضراء. وهي جماعة ضاربة في القدم لم تشفع لها دورها وأحياؤها العتيقة في إظهار مكنوناتها التاريخية التي تنفرد بها عمن سواها من الأحياء الجديدة بالعاصمة الاقتصادية. فكل من يتحدث عن مقاطعة الحضرية لمرس السلطان، لابد وأن يثير بتأسف ما تعانيه هذه الأخيرة، من كثرة الأزبال والأوساخ التي غذت في ظل الإقصاء والتهميش، ظاهرة تلوث البيئة وتشوه المشهد العام للمنطقة. وكمثال على ما وصلته وضعية المقاطعة الحضرية لمرس السلطان من ترد، نذكر حديقة سيدي محمد بن عبد الله المتواجدة بدرب البلدية قرب أحياء عتيقة كحي الأحباس، وبجوارها بعض الأسواق التي ذاع صيتها وطنيا ودوليا، كقسارية الحفاري الشهيرة وقسارية الشمال..، وهما معا مختصتين في تجارة الأثواب والألبسة، هذا فضلا، عن سوق البلدية المعروف ب»السماط» حيث كثرة محلات بيع اللحوم بأنواعها المختلفة، إلى جانب محلات مختصة في إعداد أطباق شهية، لا سيما الشواء، يقصدها الكثير من الزبناء لطهي اللحوم بعد شرائها. هذا السوق هو الآخر، اكتسب بفعل هذا النشاط شهرة على المستوى المحلي والوطني. كل هذه المرافق الاجتماعية المجاورة لحديقة سيدي محمد بن عبد الله، أصبحت اليوم تعاني من تداعيات وضعية الحديقة حيث كثرة الأزبال والنفايات منتشرة هنا وهناك تنتج عنها المكروبات وتنبعث منها الروائح التي تزكم الأنوف. أما المنحرفون والمتسكعون الذين يتواجدون بهذا المرفق العمومي صباح مساء، فحدث ولا حرج، فقد حولوا الحديقة لما يشبه محمية خاصة بهم يفعلون فيها ما يشاؤون، بداية من إتلاف الغطاء النباتي للحديقة، بشربهم الخمر وتناول المخدرات فوق العشب الأخضر، ونهاية بالعربدة وما يصاحبها من إقلاق لراحة السكان المجاورين، وتعد على المارة وغيرها من السلوكات والتصرفات الأخرى التي يعجز اللسان على ذكرها في هذا المقام. وضعية الحديقة المزرية حاليا، لا تسمح بالعودة للعائلات التي كانوا يقصدونها هروبا من الروتين وضيق المسكن وحرارته، ولا يفارقونها إلا بعد غروب الشمس، لقد فقدت الحديقة مشهد النسوة في حلقات هنا وهناك في الوقت الذي كان الأبناء يفضلون اللعب بالقرب منهن، وحتى المتقاعدون غابوا عن هذا الفضاء الاجتماعي خوفا من التعرض فيه لمكروه، وهم الذين كانوا بالأمس يجدون فيه الفرصة للترويح عن النفس والتحدث عن انشغالاتهم اليومية. وفي هذا الصدد، وجه مناضلون من حزب التقدم والاشتراكية بالمنطقة، أصابع الاتهام إلى المقاطعة الحضرية لمرس السلطان، محملينها المسؤولية فيما آلت إليها وضعية هذه الحديقة التي صارت ساكنة المنطقة تتحاشى الذهاب إليها من أجل الاستجمام. وتساءل هؤلاء عن أوجه صرف الميزانية المحلية للمقاطعة المخصصة لصيانة هذه الحديقة والتي قالوا إنها تفوق 110 مليون سنتيم.» أين تصرف كل هذه الأموال المخصصة لحديقة درب البلدية التي توجد في وضعية لا تحسد عليها». وطالب مناضلو حزب التقدم والاشتراكية بالمنطقة، من المقاطعة المحلية لمرس السلطان ومن مصالحها المختصة القيام بواجبهم في صيانة هذا المرفق الطبيعي المخصص للتنفيس على سكان المنطقة. وعبروا عن دعمهم للمبادرة التي وصفوها بالقيمة التي أقدم عليها سكان المنطقة والمتمثلة في عريضة مسنودة بعدة تواقيع تم بعثها لمسؤولي المقاطعة من أجل إصلاح الحديقة وتسييجها، وتخصيص حراس ومنظفين للسهر على حمايتها وصيانتها. كما ثمنوا، ما يقوم به باقي مناضلات ومناضلي الحزب، من إصلاحات أولية ونظافة في الحديقة في انتظار تحرك الجهات المختصة لأجل إنقاذ هذه الحديقة.