حقق فريق الشباب الرياضي السالمي لكرة القدم نتيجة لافتة، ولا يمكن أن نصفها بالعادية أو المألوفة. ففي أول مباراة له بحظيرة البطولة الاحترافية، فجر الفريق الصاعد مفاجأة من العيار الثقيل. انتصار مدوي بالرباط، وعلى حساب فريق الجيش الملكي بثلاث إصابات لصفر. لم يكن أحد صراحة، ينتظر مثل هذه النتيجة المثيرة. فريق يوصف ب"الصغير"، تمكن من تحقيق الصعود لأول مرة في تاريخه، كما استطاع تحقيق الفوز، وبحصة كبيرة، على حساب ناد كبير كالجيش الملكي، العائد بقوة للساحة الأفريقية، كما وقع على موسم جيد أهله لاحتلال مرتبة متقدمة في ترتيب البطولة، وراء الوداد البطل، والرجاء الوصيف. وليست النتيجة في حد ذاتها هي المثيرة للاهتمام، فطريقة الأداء، والسيطرة الميدانية مع الانتشار الجيد، داخل رقعة الملعب، منح للفريق السالمي نقط حسنة، زكت انتصاره الباهر. المؤكد أن النتيجة التي لا يمكن أن تعتبر عابرة أو ضربة حظ، أو حتى استغلال جيد للإرهاق الذي يمكن أن يكون قد تسرب للاعبي الجيش بعد أول مواجهة لهم في كأس الاتحاد الإفريقي. فالإقناع الذي أظهره لاعبو الفريق الصاعد، كان لافتا ومرضيا إلى درجة كبيرة. وبدون أية مجاملة أو تحيز، هناك عمل في الخفاء يبذله المدرب رضوان الحيمر، الرجاوي السابق الذي استطاع أن يكون نفسه بنفسه، ويقوي مداركه بعالم التدريب، ويجتهد دون كلل ولا ملل، ليصبح واحدا من أبرز المدربين الصاعدين على الصعيد الوطني. مدرب قريب من اللاعبين، يشتغل طيلة اليوم، يشرف على التداريب، يناقش بنسفه طريقة جلب اللاعببن، الشىء الذي مكنه من الإحاطة بكل المسائل التقنية التي تهم هذا النادي، صاحب الإمكانيات المتواضعة. وهذا ما يؤكد أن حب العمل والاجتهاد ينصفان صاحبهما. فالحيمر لم يطلب الكثير للإضطلاع بالمهمة التي يتحملها منذ عقد من زمن، إذ يعد من المدربين القلائل الذين مكثوا طويلا بفريق معين، ليتدرج مع الفريق السالمي في كل المراحل، انطلاقا من الهواة، مرورا بالقسم الثاني، وصولا للدرجة الأولى. هذه الاستمرارية تعتبر نقطة قوة مهمة لمسار الحيمر مع السوالم، استطاع الاستفادة أكثر من هذه الخاصية التي تفتقدها الأغلبية الساحقة من الأندية، حيث التخبط والعشوائية في اتخاذ القرارات، مع ما يترتب عن ذلك من قفز على التخصصات. هكذا تمكن رضوان الحيمر من تقديم أوراق اعتماده، ليس كمدرب يبحث عن أسهل الحلول الممكنة، بل إيظهر الكثير من الجرأة والندية والطموح، ومنافسة الكبار. حتى الآن يبدو أن الحيمر تفوق، في انتظار باقي المراحل التي لن تكن سهلة ولا في المتناول، وهذا اختبار جديد على الحيمر أن ينجح فيه، لكن المؤكد أن هذا المدرب الشاب يملك من الإمكانيات الذاتية والفردية، ما يؤهله لتقديم الأفضل ومفاجأة الجميع بتحقيق نتائج غير متوقعة. وما تصريح فان ديرنبروك، إلا شهادة استحقاق في حق الحيمر ، خاصة بعد أن أكد هذا المدرب البلجيكي الكفء، انه بالفعل واجه فريقا منظما يصعب تجاوزه بسهولة. برافو الحيمر…