ملعب المسيرة في المزاد... من يدفع أكثر؟ خارج النص: بداية تحضرني قصيدة «سوق البشرية» التي أبدعها الزجال محمد الباتولي وأجاد فيها إبداعا ولحنا وأداء عبد الوهاب الدكالي. تركت فكرة أو مقترح وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط خلال افتتاح الجامعة الربيعية بأسفي في 30 ماي الماضي في موضوع التجهيزات الرياضية ومن بينها مركب رياضي بمواصفات دولية بمدينة أسفي لتقديم فريق يضاهي الفرق المسماة كبرى.. وذلك ببيع ملعب المسيرة هكذا أمام عجز المجلس الحضري بأسفي عن توفير ميزانية تشييد ملعب أو بالأحرى إصلاح ملعب المسيرة والمنصة التي أصبحت وشمة عار في جبين المدينة وعلى رأسها مجلسها الحضري ومن معه. إن فكرة البيع أيها السادة الكرام حملت العديد من المهتمين بالعقار وبعمليات التفويت للقريب وللقريب القريب وهلم جرا... مصالح وتعاملات كما حدث للتعاونية الفلاحية بأسفي والتي تحولت إلى عمارات (اللهم لا حسد). موضوع بيع ملعب المسيرة بأسفي أسال لعاب العديد من الجيل الجديد من المنعشين العقاريين وبدأت تتكون لوبيات تتقاسم في المصالح والمنافع، بل هناك من أدى به الأمر إلى الذهاب بعيدا في إعداد ملفات وتصاميم هندسية خارقة، وإغراءات وتسهيلات وتقديم ماكيت لمستقبل المنطقة، هذه المنطقة التي ستتحول من ملعب رياضي يستقطب آلاف الشباب من أبناء المدينة الذين لم يعد لهم متر واحد لمزاولة الرياضة ولا يمكن لوزارة الشباب والرياضة بتوجهاتها الحالية أن تسد الفراغ المهول في الملاعب الرياضية، عن طريق ملاعب القرب والتي يطبق فيها نظام الانخراط وهو باب مفتوح للميسورين الذين لهم رغبة في إزالة الدهون الزائدة عن الحد. وحسب بعض المقربين من لوبي العقار بأسفي فقد عظمت شهيتهم وتقوت للفوز بهذه الغنيمة و»اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون» فلا حياة لشباب المدينة حتى بعد تقزيم الملعب الذي لم يعد صالحا إلا لكرة القدم بتجاوز، فقلما تجد أرضية تتوفر فيها شروط الممارسة الرياضية. فكرة السيد الوزير لقيت رفضا من الشارع الاسفي لأنها لن ولن تكون بديلا لمشروع بناء مركب رياضي، وللمدينة وساكنتها تجربة سابقة مع المركب الذي وضع حجره الأساس في سنة 1975، هذا في الوقت التي حملت إلينا الصحافة الوطنية خبرا طريفا يحمل أكثر من دلالة وهو أن مجمع الشريف للفوسفاط منح لمدينة خريبكة كذا «مليار» لتشييد مركب رياضي بمدينة خريبكة «بدون تعليق». قد يبدو الأمر عاديا أن يقدم مسؤول حكومي مقترحات، لكن أن تكون منسجمة مع واقع الأمر ليس في مدينة دون غيرها من المدن، وهنا لا بد من أن نهمس في أذن سيادته إذا كان جادا في ما قاله ذلك اليوم، إن القاعدة ليست كذلك مع باقي المدن المغربية وللتذكير فقط: - هل تم بيع ملعب الحارثي بمراكش؟ - هل تم بيع ملعب مرشان بطنجة؟ - هل تم بيع ملعب الحسن الثاني بفاس؟ - هل سيتم بيع ملعب الانبعاث باكادير؟ - هل سيتم بيع مركب محمد الخامس بالدار البيضاء؟ - ما مستقبل ملعب فيليب أو ملعب العربي بنمبارك بالبيضاء؟ أسئلة عديدة أعرف جيدا أنها ستبقى من غير إجابة والإجابة الصريحة والمعلنة، كنت أتمنى أن يقدمها رئيس المجلس الحضري بأسفي لحظة تقديم المقترح لإنهاء حالات الهيجان في قبول المقترح ورفضه بين عموم المواطنين، نظرا للارتباط التاريخي بالملعب، أو الشباب الذين لم يجدوا رقعة يفجرون بها مواهبهم وطاقاتهم الخلاقة والإبداعية في ممارسة شتى أنواع الممارسة الرياضية، وهو الأمر الذي حمل أباطرة العقار بأسفي إلى التفكير مليا في هذه «الخبزة» وإبعاد أية منافسة خارجية بمنطق «خيرنا يمشي لغيرنا». الأمر في غاية الخطورة وله أبعاد سلبية، لكن التفكير في الموضوع يختلف بين من يتحمل مهمة تسيير دواليب المدينة، وإلا فهل من مفسر للعجز المالي الذي أصاب المجلس الحضري والذي حسب ذات المسؤولين بالجماعة وصل إلى 27 مليار سنتيم وهنا لا أحد بمقدوره معرفة كيف وأين ومتى وصل العجز إلى ما وصل إليه. ملعب المسيرة بأسفي بين»البينين» والبينة على من ادعى واليمين على من أنكر، فما دام الوزير قد قدم مقترحا ولم يصدر بشأنه تأكيد أو نفيا فبإمكان المرء أن يصدق أو لا يصدق كل ما يرجو من أخبار وحكايات. آخر الكلام: نرجو إخبار الرأي العام عن موعد فتح الاظرفة فلكل متفرج حصته من تلك الأرض. وكفى الرسول البلاغ...