الحديث عن الرياضة بين سوء الفهم وسوء التدبير لم تنل الجامعة الربيعية الأولى لكرة القدم المنظمة من طرف فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم في 30 من شهر ماي الماضي حقها من التحليل والتعليل والنقد ورصد كل ما جاء في الكلمات الرسمية الافتتاحية: كلمة السادة وزير الشباب والرياضة، والي جهة دكالة عبدة وعامل إقليم أسفي ثم كلمة رئيس الجماعة الحضرية بأسفي وبدرجة خاصة الشق المتعلق بالتجهيزات والمنشآت الرياضية التي تفتقر إليها المدينةوالإقليم أسوة بباقي المدن والأقاليم والجهات بالمغرب. لقد طرح وزير الشباب والرياضة في معرض كلمته أن فريق اولمبيك أسفي لكرة القدم لكي يصبح فريقا يضاهي الفرق المغربية الأخرى ويحسن من مداخليه ويستقبل جماهيره، لابد من أن يصبح للمدينة والإقليم ملعب بمواصفات دولية، ومما جاء في كلمة السيد الوزير أن وزارته مستعدة ب 50 في المائة من تكلفة المشروع وعلى الجماعة الحضرية بأسفي النصف الآخر ولأن الجماعة الحضرية تعاني من عجز مالي يصل إلى 27 مليار سنتيم فما عليها إلا البحث عن موارد مالية وهنا اقترح السيد الوزير بيع ملعب المسيرة ب 35 مليار سنتم مثلا وفتح حساب بنكي خاص لتنمية الرياضة وأكد التزام وزارته ب 50 في المائة. إلى هنا يبدو الأمر في غاية الأهمية ولا بد من مناقشة الوزير في اللحظة ذاتها حتى لا تبقى مجرد كلمات في لحظة افتتاح نشاط رياضي ستذوب كالملح في الماء. ولست الوحيد الذي أبدى معارضته لعملية بيع ملعب المسيرة. وقد كنت أتمنى أن يقدم السيد الوزير تبريرا لفكرته في كلمة كانت جميع فقراتها مرتجلة غير مرتبة وأطول مما كنت أتوقع في لحظة افتتاح نشاط رياضي. وهنا أرجو قراءة هذه الأسئلة بتمعن حتى ولو من غير إجابة: * لماذا لم يتم بيع ملعب الحارثي بمراكش والاستفادة من مداخيله وهو المتواجد في وسط المدينة؟ * ولماذا لم يتم بيع ملعب مرشان بطنجة؟ * ولماذا لم يتم بيع ملعب الحسن الثاني بفاس؟ * ولماذا لم يتم بيع ملعب الانبعاث بأكادير؟ لكن في ذات الوقت، لست مع الذين يجعلون من الملعب ذاته صرحا ومعلمة وتاريخ أجيال وأنا أعرف أن علاقتهم بالرياضة والكرة بالذات، لا تتعدى لحظات انتشاء في مباريات تجلب لهم الاقتراب من الجماهير الرياضية بحثا عن أصوات بَحت، ليس بحثا عن أهداف ولكن بحثا عن أرقام مضافة في عمليات انتخابية استباقية، لأن ملعب المسيرة على ما هو عليه لا يشرف المدينة والفريق من حيث التجهيزات والمرافق الصحية الخاصة بالجماهير والمنصة والكراسي لتقديم خدمات محترمة للوافدين على الملعب كل نهاية أسبوع، بل أكثر من ذلك لم يحن قلبهم لاتخاذ قرار بإعادة الروح في المنصة التي تبدو كأطلال وليلي مع وجود الفارق، علما أن العجز المالي والمقدر 27 مليار سنتيم يرخي بظلاله وقد عطل العديد من المشاريع اللهم بعض المساحيق التجميلية التي لا تتعدى بعض الشوارع ذات الصلة. من جانبه قدم السيد والي جهة دكالة عبدة وعامل إقليم أسفي جملة من التطمينات في صورة مشاريع ويبقى الأهم في ذلك الاقتراح القاضي «خودو الملعب» وسنعمل مع شركائنا بأسفي على إيجاد البقعة الأرضية والتي تتراوح بين 40 و45 هكتار، وقد وعد السيد الوالي بأن يأخذ الموضوع على محمل من الجد من أجل تحقيق إقلاع رياضي حقيقي بمدينة أسفي والإقليم وقدم عناوين المشاريع التي سترى النور خلال الأشهر القادمة من قاعات رياضية متعددة الاختصاصات ومسابح وملاعب رياضية ومنشآت القرب الرياضي. لكن، وفي الوقت الذي كان الجميع من مهتمين بالشأن الرياضي وممارسين وملاحظين ينتظر مناقشة صريحة من طرف رئيس المجلس الحضري بأسفي أو كلمة في صيغة رد على اقتراح السيد الوزير والسيد الوالي ويضع لنفسه موقعا بين الاقتراحين، تاه الجميع في البحث بين ما كان يقال مرتجلا ومكتوبا في تلك اللحظة التي كان الحضور في لحظة ترقب قصوى لما يمكن أن يعبر عنه المسؤول الأول بالجماعة الحضرية بأسفي؛ هذه الجماعة التي تعيش عجزا ماليا لا يملكون أجوبة راهنة والأجدى والأنفع ركوب قطار الصمت وعدم المجازفة في مجلات ليس لهم في العير ولا في النفير. لكن المأسوف عليه هو عندما يتحول بعض من يتحمل مهمات مستشار جماعي إلى محلل وخبير ورجل تاريخ وفيلسوف زمانه يبعث إلى الجمهور الرياضي رسائل من قبيل أن الملعب له تاريخ ويعتبر معلمة تاريخية له جذور في حياة الرياضيين، وأنه يمثل جزء من الذاكرة التاريخية للمدينة وإنما التفكير في البيع قبل البيع يعتبر جرما في حق الرياضة بالمدينةوالإقليم، كل هذا يبدو جميلا لكن أين هم مما يحدث بذات الجماعة وقد كانوا شركاء ومساهمين وفاعلين ومناصرين وينتمون لنفس الأسرة السياسية الواحدة، وأن ملعب المسيرة يجب أن يبقى هكذا.. علما أن الملعب «أكلوا به العسل» عندما أعادوا بناءه في 1985 واقتطعوا منه أجزاء كثيرة ولم يعد صالحا إلا للكرة. إن التفكير في بيع الملعب إلى الخواص كما حدث لملعب الجريفات مثلا حتى نبقى في الرياضة يعتبر جرما لأن لا أحد قادر أن يقدم وعدا وهو لا يضمن يومه قبل غده .. ومشروع المركب الرياضي بالكارتينغ خير مثال. وما يثير الأسف هو أننا كفاعلين رياضيين كنا ننتظر مناقشة صريحة عوض لملمة الحروف حتى حين. وللحديث بقية.