عقد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أول لقاء مع أحد مستشاريه منذ إصابته بحروق مطلع الشهر الجاري وسط استمرار التصريحات المتضاربة بشأن عودته وتبني الولاياتالمتحدة موقف معارضيه الداعي إلى انتقال سلمي وسلس للسلطة بصنعاء. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ إن الرئيس صالح استقبل بالرياض مستشاره عبد الكريم الأرياني دون أن تشير إلي أي تفاصيل بشأن اللقاء، غير أن الأرياني أكد أن صحة الرئيس صالح جيدة، وفي تحسن مستمر. ويعتبر اللقاء الأول من نوعه ويعلن عنه بشكل رسمي إثر إصابة صالح مع كبار مسؤولي الدولة في هجوم بمسجد النهدين بقصر الرئاسة في الثالث من يونيو الحالي، مما أدى إلى مقتل 11 عسكريا من الحرس الرئاسي. وتتضارب المعلومات بشأن الوضع الصحي للرئيس صالح الذي ما زال يتلقى العلاج في الرياض بعد ثلاثة أسابيع من إصابته وسط تأكيدات رسمية بعودة وشيكة له إلى اليمن. غير أن دبلوماسيا غربيا قال لوكالة رويترز في صنعاء إن صالح لن يعود على الأرجح إلى اليمن قريبا، مضيفا أن جروحه خطيرة مما يحول دون عودته إلى بلاده. بالمقابل قال أحمد الصوفي -المستشار الإعلامي للرئيس اليمني- أمس إن صالح رفض طلبا من عدة أفراد من عائلته لكي يتوجهوا إلى الرياض لزيارته وأكد أنه سيعود قريبا. وتضغط الولاياتالمتحدة والسعودية على صالح لتسليم السلطة لنائبه بموجب مبادرة خليجية تهدف إلى إنهاء الاضطرابات الممتدة منذ عدة أشهر والتي دفعت اليمن إلى شفا حرب أهلية. وفي موضوع التحقيق بظروف إصابة صالح كشف الدبلوماسي الغربي أن الانفجار نتج عن شحنة من مادة (تي.إن.تي) زرعت في المسجد الذي كان يصلي فيه صالح داخل القصر وأن بعض المتفجرات زرعت خارج المسجد ولم تنفجر. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني يمني تأكيده أن خمس عبوات زرعت داخل المسجد وزرعت عبوات أخرى خارجه وأن الأخيرة لم تنفجر. كان مسؤولون يمنيون قد اتهموا اتحادا قبليا معارضا بقصف القصر وهو الاتهام الذي نفاه الاتحاد الذي يمثل قبيلة حاشد. في غضون ذلك أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان ضرورة البدء الفوري لنقل السلطة بشكل سلمي في اليمن مما يحقق الأمن والاستقرار هناك. تصريحات فيلتمان تأتي بالتزامن مع استمرار الضغوط الدولية على نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي لتولي السلطة.