دول مجلس التعاون: جهود مستمرة لتهدئة الأوضاع في اليمن بدأ وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمال دورتهم المائة والتاسعة عشرة برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وصلوا إلى جدة أمس للمشاركة في اجتماعات المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته التاسعة عشرة بعد المائة التي تبدأ أعمالها اليوم، حيث أوضح الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة أن الدورة 119 للمجلس الوزاري تنعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية «بالغة الدقة تتطلب التشاور وتبادل الرأي بشأنها»، مشيرا إلى أن التحرك السياسي الموحد المبني على رؤية مشتركة قائمة على التشاور والتنسيق يصب في خير المنطقة وتدعمه نتائج ومؤشرات واضحة تتأسس على ماضي النجاح الذي تحقق من خلال هذا التجمع. فيما قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني في كلمة إن اجتماع المجلس اليوم يأتي «بعد اللقاء التشاوري الثالث عشر لقادة دول المجلس الذي عقد في مدينة الرياض في العاشر من شهر مايو الماضي وما صدر عنه من قرارات وتوجيهات ستعزز مسيرة العمل المشترك». وأفاد بأن المجلس وفي إطار فترة حافلة بالعطاء الجاد والعمل المتواصل شهد عقد خمسة اجتماعات استثنائية تم تخصيصها لمتابعة الجهود المبذولة لمساعدة الأشقاء في اليمن والأوضاع الإقليمية في المنطقة والعمل لكل ما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، مشيدا بما بذله المجلس في الحوار الخليجي الأوروبي والحوار الخليجي الصيني اللذين أسفرا عن نتائج مثمرة ستعود بالنفع والخير على مسار العلاقات الخليجية الأوروبية والخليجية الصينية. في المقابل، دعا «شباب الثورة» في اليمن دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء إلى دعم «إرادة الشعب» في تشكيل مجلس انتقالي لإنهاء الاضطرابات التي تواجهها اليمن منذ نحو خمسة أشهر. وانتقد بيان للشبان المحتجين «مواقف» دول مجلس التعاون التي «لم ترق إلى تطلعاتنا وطموحاتنا في التغيير للتخلص من نظام لم يخلف فينا سوى الفقر والقتل والتجهيل والتنكيل». واتهم الرئيس علي عبد الله صالح ب»استخدام» المبادرة التي أطلقتها دول المجلس «غطاء لكل جرائمه في حقنا» منددين ب»تنكره لكل ما قدمتموه له». ووضعت دول مجلس التعاون الخليجي خطة لنقل السلطة سلميا وافق عليها الرئيس اليمين علي عبد الله صالح لكنه ما لبث ان امتنع عن توقيعها، قبل ان يصاب وينقل إلى السعودية لتلقي العلاج. وتابع البيان «ندعوكم في هذه اللحظة التاريخية للوقوف إلى جانب إرادة الشعب ومساعدته في الانتقال إلى دولة مدنية حديثة». يشار إلى أن «شباب الثورة» الذين يشكلون إحدى الجهات المعارضة لصالح ينظمون اعتصامات للمطالبة برحيله منذ أواخر يناير الماضي. من جهة أخرى، احتشد عشرات الآلاف اليوم قرب ساحة التغيير، قلب الحركة الاحتجاجية في صنعاء، مطالبين بتشكيل مجلس انتقالي والخروج من الفراغ الدستوري والأمني الذي تعيشه اليمن. وفي العاصمة اليمنية صنعاء، طالب المتظاهرون الذين خرجوا في مسيرة وصفت ب»حاشدة» نائب الرئيس عبد ربه بإسقاط من قالت إنهم «بقايا رموز وأركان النظام» ومحاكمتهم. وعلى صعيد آخر، أعلن مسؤول أميركي أول أمس الثلاثاء أن التعاون بين الولاياتالمتحدة واليمن في مكافحة الإرهاب مستمر عبر نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يتولى مهام الرئاسة بالنيابة. وقال منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين «لدينا علاقات جيدة مع نائب الرئيس» اليمني الذي يتولى حاليا مهام الرئاسة بسبب نقل الرئيس علي عبد الله صالح إلى السعودية للعلاج اثر إصابته في هجوم استهدف قصره في صنعاء في 3 يونيو. وأضاف المسؤول الأميركي أن «التعاون في مكافحة الإرهاب لا يرتكز على شخص. انه يرتكز على المصلحة الوطنية». وأوضح أن الاضطرابات التي يشهدها اليمن بسبب الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس صالح وإصرار الأخير على البقاء في السلطة تخدم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، مشيرا إلى أن عناصر القاعدة «باتوا يتحركون بصورة أكثر علانية(...) هذا مدعاة قلق كبير»، ومؤكدا أن هذا التنظيم الإرهابي يهدد استقرار المنطقة.