مسؤولون بالسلطة المحلية يتحولون إلى إطفائيي حرائق وسط فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس العاصمة في جلسة صاخبة تمكن مجلس مدينة الرباط من انتخاب مناديب مجلس «مجموعات التجمعات الحضرية العاصمة» الخاصة بتدبير مرفق النقل الحضري، خلال الدورة الاستثنائية لمجلس مدينة الرباط في اجتماعها الثاني، المنعقدة صباح أول أمس الإثنين، إذ تم التصويت على ستة مستشارين أربعة ينتمون إلى حزب الحركة الشعبية واثنان من حزب العدالة والتنمية، وهم على التوالي خليل الشويكري، جمال الجراري، محمد بودادن، جلال قدوري، سيدي ابراهيم الجماني وعبد الصمد أبو زهير. عملية الانتخاب هذه التي ينظمها مقرر لوزارة الداخلية مرت في أجواء حاول عمدة العاصمة فتح الله ولعلو أن تكون طبيعية لتتماشى مع دقة المرحلة التي يمر منها قطاع النقل الحضري بالجهة، إلا أن مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة حولوا الجلسة إلى ساحة حرائق ومعركة كلامية بل وفرجة بئيسة، إذ تبادلوا بين بعضهم البعض الشتم والقذف والنعوت البديئة، وكاد الأمر أن يتحول إلى مواجهات بالأيدي على مرأى ومسمع من ممثل الوالي العامل محمد ركراكة والعمدة فتح الله ولعلو ومسؤولين بالسلطة المحلية والمنتخبين. فالعامل محمد ركراكة وباشا المدينة تحولا خلال جلسة يوم الإثنين إلى إطفائيين للحرائق التي اندلعت بشكل علني وسط فريق الأصالة والمعاصرة لتعلن نهايته بمجلس المدينة، إذ قضيا معظم المدة التي استغرقتها الدورة في تهدئة الخواطر لجعل عملية الانتخاب تمر بسلام ودون أن تتوقف. ففي البداية طالب فريق من مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة يتزعمهم رئيس مقاطعة حسان ادريس الرازي، من العمدة الاتحادي فتح الله ولعلو السماح لهم بتلاوة بيان قبل انطلاق عملية الانتخاب، مضمونه الإعلان عن الانسحاب من المكتب الموسع ومن جميع اللجان والتحول إلى المعارضة، وذلك فيما يبدو ضدا على رغبة زميلهم في الحزب عبد الفتاح زهراش، لكن العمدة أعلن ضرورة التقيد بجدول أعمال الجلسة، وأن قراءة البيان يمكن أن تتم بعد الانتهاء من عملية الانتخاب، رافضا بذلك بشكل قاطع الرضوخ لرغبات أعضاء من البام الذي انقسم إلى فريقين بمجلس المدينة، ومؤكدا في ذات الوقت أنه لا يصطف إلى جانب أي فريق منهما. هذا الأمر لم يستسغه أعضاء البام ليشرعوا في الضرب بالأيدي على الطاولات للحيلولة دون استمرار انعقاد الجلسة، ليتدخل على إثرها العامل محمد ركراكة الذي تمكن من تهدئة الوضع بعد أن اجتمع على انفراد بكل من ادريس الرازي وجمال المنظري. لكن المعركة الكلامية الحامية ستنطلق شرارتها حينما تم الشروع في عملية التصويت، إذ كان على كل منتخب كتابة لائحة بأسماء المناديب الستة الذين سيصوت عليهم، إذ لم يفوت آنذاك أحد مستشاري البام الفرصة للتهكم على عضو آخر من ذات الحزب لكونه لا يتقن الكتابة وكلف شخصا بأن يكتب له لائحة الأسماء، وكاد فضاء قاعة الاجتماعات بمجلس المدينة أن يتحول إلى حلبة مصارعة بعد أن تعالى السباب وحاول كل من العضوين الارتماء على الآخر لتأديبه، حسب اللغة المتبادلة بينهما. هذا المسلسل الشتائمي لم ينته بتدخل بعض المستشارين وممثل السلطة، بل امتد إلى خارج القاعة حينما حضر أبناء أحد مستشاري البام الذي قيل في حقه إنه «أمي»، وحاولوا الاشتباك مع العضو البامي الآخر، لقد كانت الجلسة عبارة عن فرجة هزلية أبطالها مستشارون ينمتون إلى حزب «البام». العديد من المستشارين عبروا عن امتعاضهم للمستوى الرديء الذي وصل إليه فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المدينة، وأكد بعضهم في تصريح لبيان اليوم أن ما حصل خلال هذه الجلسة يبرز مستوى ونوعية الأشخاص الذين يفترض فيهم الدفاع عن مصالح الرباط كمدينة وعاصمة للمملكة، كما يفترض فيهم تمثيل المواطنين أحسن تمثيل، هذا في الوقت الذي يعرف فيه المغرب، يضيف أحد المستشارين، «نقاشا مهما يتمحور حول المرحلة التاريخية المهمة التي هو مقبل عليها والتي تتمثل في وضع دستور جديد، في حين أن أعضاء مستشارين مازالت عقليتهم تتحكم فيها المصالح وتصفية الحسابات الشخصية». ومن جانب آخر أعلن فتح الله ولعلو أن «مجموعة التجمعات الحضرية العاصمة» لتدبير مرفق النقل الحضري ستحدث مجلسا إداريا، وهو من سيقرر في ما إذا كان سيتم الاحتفاظ بستاريو التي تديرها فيوليا المنسحبة من تدبير المرفق، أم سيتم تأسيس شركة باسم جديد، مبرزا أن وزارة الداخلية مازالت تجري مفاوضات مع شركة فيوليويا حول التعويض. وبخصوص التمويل أشار العمدة، أنه لم يتم إلى حد الآن الحسم في الموضوع، وينتظر أن يتم الانتهاء من عملية تأسيس مجموعة التجمعات للنظر في الأمر، قائلا «إن المهم هو أن يتم ضمان استمرار خدمة النقل العمومي الحضري لمواطني الجهة».