أعلنت شركة "طيران الإمارات" عن تسجيل خسائر بقيمة 5.5 مليار دولار خلال السنة المالية 2020/2021 نتيجة الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس "كورونا" والتي شملت تعليق رحلات الطيران. وقالت الشركة المملوكة للحكومة، في بيان، إنها "تكبدت خسائر قدرها 20.3 مليار درهم (5.5 مليار دولار) في العام المالي 2021/2020 والذي انتهى في مارس الماضي، مقابل أرباح قدرها 1.1 مليار درهم (299 مليون دولار) في العام المالي السابق". وسجلت إيرادات الشركة، بحسب البيان، انخفاضا ب 66 في المائة إلى 30.9 مليار درهم (8.4 مليار دولار)، إذ تراجعت حركة الركاب بحوالي 88 في المائة إلى 6.6 مليون فقط بسبب تأثير جائحة كوفيد 19 . وساهمت العائدات من نقل الركاب بنسبة 36.4 في المائة في إجمالي عائدات الشركة بينما استحوذ الشحن الجوي على 56.6 في المائة. ولأول مرة منذ إنشائها، اضطرت شركة "طيران الإمارات" التي تعد أكبر ناقل جوي في الشرق الأوسط، إلى تسريح موظفين. وانخفض إجمالي القوى العاملة فيها بنسبة 32 بالمائة إلى 40 ألف و801 موظف بعدما كانت توظف نحو 60 ألفا بينهم 4300 طيار و22 ألف من أفراد الطاقم . من جهة أخرى، قالت الشركة إن حكومة دبي التزمت بدعمها خلال أزمة كوفيد 19 بعد أن انزلقت الشركة القابضة التي تتبع لها إلى تكبد أول خسارة سنوية فيما يزيد عن ثلاثة عقود. وقالت مجموعة الطيران في تقريرها السنوي، إن حكومة دبي ضخت 3.1 مليار دولار في "طيران الإمارات" منذ بدء الجائحة . يذكر أن شركة "طيران الإمارات"، تعد من أكبر شركات الرحلات الجوية الطويلة في العالم، وتتوفر على أسطول مؤلف من نحو 140 طائرة (بوينغ 777-300) إضافة إلى 115 طائرة من طراز ( إيرباص إيه 380). وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: "لا تزال جائحة كوفيد 19 تتسبب في خسائر فادحة في الأرواح البشرية والمجتمعات والاقتصادات وصناعة الطيران والسفر. وقد أضيرت طيران الإمارات ودناتا بشدة في 2020/2021 جرّاء انخفاض الطلب على السفر الدولي، حيث أغلقت دول العالم حدودها وفرضت قيوداً صارمةً على السفر". وأضاف سموه قائلا: "تمثّلت أولوياتنا الرئيسة على مدار العام في ضمان صحة ورفاهية وسلامة موظفينا وعملائنا، والمحافظة على احتياطياتنا النقدية وضبط التكاليف، واستعادة عملياتنا بأمان واستدامة. وتلقت طيران الإمارات مبلغ 11.3 مليار درهم إماراتي (3.1 مليارات دولار) من حكومة دبي، واستفادت دناتا من العديد من برامج دعم الصناعة وإعفاءات بنحو 800 مليون درهم إماراتي في 2020/ 2021، ما ساعدنا في مواصلة عملياتنا والاحتفاظ بالغالبية العظمى من العاملين، لكن ذلك لم يَحُلْ للأسف دون اتخاذ القرار الصعب بتعديل حجم القوى العاملة بما يتناسب مع متطلبات التشغيل المنخفضة". ولأول مرة منذ إنشائها، تضطر مجموعة الإمارات إلى تسريح عاملين. ونتيجة لذلك، انخفض إجمالي القوى العاملة في المجموعة بنسبة 31٪ إلى 75145 موظفاً يمثلون أكثر من 160 جنسية مختلفة. وأعادت مجموعة الإمارات هيكلة التزاماتها المالية والتفاوض على العقود وتدقيق وتوحيد العمليات، مع المحافظة على رقابة صارمة على التكاليف. وساهمت مبادرات خفض التكاليف المختلفة في تحقيق وفورات تقدر بنحو 7.7 مليارات درهم إماراتي خلال العام. وخلال السنة المالية 2020/ 2021 استثمرت مجموعة الإمارات 4.7 مليارات درهم إماراتي (1.3 مليار دولار) في شراء طائرات ومعدات جديدة، وتملّك شركات ومرافق وأحدث التقنيات لإعادة الأعمال على سكة التعافي والنمو المستقبلي. كما واصلت استثمار موارد في المبادرات البيئية، بالإضافة إلى دعم المجتمعات وبرامج الحاضنة التي ترعى المواهب والابتكار لدفع نمو الصناعة في المستقبل. وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: "لا أحد يعلم متى سيتغلب العالم على الجائحة، لكننا نعلم أن التعافي سيكون غير منتظم. وسوف تكون الاقتصادات والشركات التي حافظت على قوتها وقت انتشار الجائحة في وضع أفضل للتعافي. لقد تمتّعت طيران الإمارات ودناتا حتى عام 2020/2021، بسجل حافل من النمو والربحية اعتماداً على نماذج أعمال قوية واستثمارات متواصلة في القدرات والبنية التحتية ودافع قوي للابتكار وموارد بشرية ذات كفاءة عالية بإشراف فريق قيادة مستقر. ولا تزال هذه المكونات الأساسية لنجاحنا باقية من دون تغيير. وأنا على ثقة تامة من تعافي طيران الإمارات ودناتا وبروزهما أقوى من ذي قبل بالتزامن مع طموحات دبي الدائمة لتنمية النشاط الاقتصادي وبناء مدينة المستقبل". واختتم الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم تصريحاته بالقول: "سوف نواصل هذا العام اعتماد نهج مرن في الاستجابة لديناميكيات السوق المتغيرة. نحن نهدف إلى استعادة طاقتنا التشغيلية الكاملة في أسرع وقت ممكن لخدمة عملائنا، ومواصلة المساهمة في إعادة بناء الاقتصادات والمجتمعات المتأثرة بالجائحة".