سجلت مجموعة الإمارات نموا قياسيا في أرباحها للسنة المالية 2009/ 2010 بنسبة 248 في المائة، لتصل إلى 4.2 مليارات درهم إماراتي (1.1 مليار دولار أمريكي)، في حين استقرت عائدات المجموعة عند مستوى السنة السابقة بقيمة 45.4 مليار درهم (12.4 مليار دولار)، ما يعكس تراجعا في الحصيلة المتأتية من مبيعات الركاب والشحن تم تعويضها بنمو الحركة. وتحسن هامش ربحية المجموعة وصولا إلى 9.1 في المائة مقارنة مع 2.6 في المائة للسنة السابقة. وحسب المعطيات التي كشفت عنها المجموعة، في بلاغ توصلت "الاقتصادية بنسخة منه، فقد زادت الاحتياطات النقدية للمجموعة إلى 12.5 مليار درهم (3.4 مليارات دولار) بنهاية مارس، وبنمو كبير نسبته 43.3 في المائة أو 3.8 مليارات درهم (نحو مليار دولار) عن احتياطات السنة السابقة. وجاءت هذه النتائج الممتازة أيضا بعد استثمار 3.4 مليارات درهم (931 مليون دولار) في شراء طائرات ومعدات جديدة وتجهيز صالات خاصة للركاب. وتجلى الأداء المتميز هذا العام، وسط أصعب ظروف تشغيلية، في نجاح المجموعة في مواصلة أعمالها كالمعتاد، والمحافظة على تميز وتفوق منتجاتها وخدماتها. وانعكس ذلك في وصول أعداد الركاب الذين نقلتهم طيران الإمارات خلال السنة المالية إلى 27.5 مليون راكب، بزيادة 4.7 ملايين راكب عن السنة السابقة، في الوقت الذي واصلت دناتا نموها في عمليات المناولة الأرضية عبر العالم، ليصل عدد المطارات التي تخدمها إلى 20 مطارا في تسع دول. وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم (الصورة): "مرة بعد أخرى، تتغلب طيران الإمارات على الصعاب. فقد عملنا في السابق وسط قلاقل إقليمية وانتشار مرض السارس وتداعي الاقتصاديات الآسيوية، ومؤخرا الأزمة المالية العالمية والارتفاع القياسي لأسعار الوقود. وقد شكل نمو أعداد ركابنا بنسبة 21 في المائة تطورا رائعا ساعدنا على موازنة آثار انخفاض العائدات. ويعود هذا النمو، بالإضافة إلى موقعنا في قلب طريق الحرير الجديد بين الشرق والغرب، إلى التزامنا القوي بتنمية شبكة خطوطنا ومعايير خدماتنا في وقت يتراجع الكثير من المنافسين ويلجأون إلى الانكماش والتقليص". وفي تقديمه للتقرير السنوي 2009/ 2010، أبرز الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم قدرة مجموعة الإمارات على تحدي الأزمات والازدهار في أقسى الظروف ، رغم توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بأن الخسائر المالية لشركات الطيران العالمية سوف تصل إلى 9.4 مليارات دولار نتيجة لأصعب ظروف تواجهها الصناعة على الإطلاق. وأشار إلى عدد من الإنجازات المهمة للمجموعة التي ساعدت على ضمان استمرار النمو والنجاح، ومنها إستراتيجية دناتا للتوسع عالميا من خلال تملك أصول بعض الشركات، وإضافة 15 طائرة إلى أسطول طيران الإمارات، واحتفال دناتا بمرور 50 عاما على انطلاق عملياتها، وافتتاح منتجع وسبا وولغان فالي الذي يعد واحدا من الفنادق العالمية الرائدة في حماية البيئة، ومرور 10 سنوات على افتتاح منتجع وسبا المها الصحراوي، ومرور عام على انتقال عمليات طيران الإمارات إلى المبنى 3 في مطار دبي الدولي، وتوسيع شبكة الخطوط التي يخدمها أسطول طائرات الإيرباص أ380 لتشمل مطارات سيول وبانكوك وجدة. طيران الإمارات بلغت عائدات طيران الإمارات 43.5 مليار درهم (11.8 مليار دولار) بنمو 0.4 في المائة عن عائدات السنة السابقة. وبلغت أرباح الناقلة 3.5 مليارات درهم (964 مليون دولار)، بنمو قياسي نسبته 416 في المائة عن أرباح السنة المالية 2008/ 2009 التي كانت 686 مليون درهم (187 مليون دولار). ورغم زيادة الطاقة الاستيعابية بنسبة 16.9 في المائة خلال السنة المالية 2009/ 2010 إلى 28526 مليون طن كيلومتري، فقد انخفضت التكاليف التشغيلية لطيران الإمارات بنسبة 2.7 في المائة عن السنة السابقة. ونجم عن ذلك تحسن ملموس في تكلفة الوحدة بنسبة 16.6 في المائة وارتفاع كبير في الإنتاجية لكل موظف، في الوقت الذي ارتفعت فيه أعداد العاملين بنسبة 2.3 في المائة فقط. وانخفضت تكلفة الوقود بنسبة ملحوظة مقارنة بالسنة السابقة وبمقدار 2.5 مليار درهم (691 مليون دولار) وشكلت 29.9 في المائة من تكاليف التشغيل الإجمالية، مقارنة مع 35.2 في المائة في السنة السابقة. وجاء التراجع في تكلفة الوقود الإجمالية نتيجة انخفاض متوسط سعر جالون وقود الطائرات خلال العام بنسبة 30.8 في المائة. واستمر توسع الأسطول خلال السنة المالية 2009/ 2010 بانضمام 15 طائرة جديدة، منها 4 طائرات إيرباص أ380، و10 طائرات بوينج 777- 300 ئي آر، بالإضافة إلى طائرة شحن واحدة من طراز بوينج 777. ووصل أسطول طيران الإمارات في 31 مارس (آذار) الماضي إلى 142 طائرة، 4 منها للشحن. وأصبحت طيران الإمارات خلال العام أكبر مشغل للبوينج 777، عندما تسلمت طائرتها رقم 78 من هذا الطراز. ويعد أسطول الناقلة واحدا من بين الأحدث في الأجواء بمتوسط عمر يبلغ 69 شهرا. ووصل إجمالي طلبيات طيران الإمارات مع نهاية السنة المالية، إلى 146 طائرة (ما عدا حقوق الخيار) تزيد قيمتها عن 48 مليار دولار (نحو 176 مليار درهم). وأطلقت طيران الإمارات، خلال السنة المالية 2009/ 2010، خدمات ركاب إلى ثلاث محطات جديدة للركاب هي: ديربان ولواندا وطوكيو. كما عززت خدماتها القائمة بزيادة عدد الرحلات إلى محطات عليها طلب كبير ضمن شبكة خطوطها. وسجل معدل إشغال المقاعد 78.1 في المائة وهو مستوى جيد إذا ما أخذ في الاعتبار زيادة عدد الكيلومترات المقعدية المتاحة بنسبة 20.6 في المائة. وتراجعت الحصيلة على العائد بنسبة 16.9 في المائة إلى 211 فلسا (57.5 سنتا أمريكيا) لكل طن كيلومتري مقطوع، انخفاضا من 254 فلسا (69.2 سنتا) في السنة المالية السابقة 2008/ 2009، وقد تمت موازنة هذا التراجع بفعل الزيادة في معدل إشغال المقاعد. وافتتحت طيران الإمارات خلال السنة المالية 2009/ 2010 ست صالات خاصة لركابها في مطارات رئيسية عبر شبكة خطوطها، ليصل بذلك عدد هذه الصالات، المخصصة لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال وأعضاء الفئة الذهبية في برنامج سكاي واردز، إلى 26 صالة. ويبلغ استثمار طيران الإمارات في برنامج إنشاء هذه الصالات 266 مليون درهم (72.5 مليون دولار). واحتفل سكاي واردز، برنامج مكافأة ولاء المسافرين الدائمين مع طيران الإمارات، بعامه العاشر، وتجاوز عدد أعضائه بنهاية السنة المالية الخمسة ملايين عضو. وواصلت الناقلة طوال الأشهر الاثني عشر الماضية تحسين منتجاتها على الأرض وفي الأجواء، فاستثمرت 286 مليون درهم (78 مليون دولار) لتحسين مقصورات الركاب وتطوير نظامها الفريد ice للمعلومات والاتصالات والترفيه الجوي. الإمارات للشحن الجوي نقلت الإمارات للشحن الجوي 1.6 مليون طن من البضائع، بنمو 12.2 في المائة عن السنة السابقة التي نقلت خلالها 1.4 مليون طن. وسجلت عائدات الشحن 6.3 مليارات درهم (1.7 مليار دولار) بانخفاض نسبته 8.1 في المائة عن السنة السابقة نتيجة لتراجع الحصيلة. وساهمت عائدات الشحن، بما في ذلك البريد والتوصيل السريع، بنسبة 17.2 في المائة من إجمالي عائدات الناقلة المتأتية من النقل. واستطاع قسم الشحن في طيران الإمارات، بفضل مرونته وقدرته على التكيف سريعا مع الأوضاع المتغيرة للأسواق العالمية، ضبط حجم الأسطول خلال السنة المالية، وتقليل عدد طائرات الإمارات للشحن الجوي من ثماني إلى سبع طائرات، تشمل خمس طائرات بوينج 747 ف، وطائرتي بوينج 777ف، مما كان له أكبر الأثر في الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية. دائرة العطلات والرحلات رغم الضغوطات الاقتصادية خلال السنة المالية الماضية، إلا أن مبيعات دائرة العطلات والرحلات في طيران الإمارات من البرامج بلغت مليار درهم (272 مليون دولار). وتعاملت "الإمارات للعطلات" مع حجوزات تضمنت 165 ألف ليلة فندقية خلال السنة، بتراجع عن معدلات السنة السابقة، وذلك نتيجة لجوء العملاء لقضاء عطلات أقصر نظرا إلى الأوضاع الاقتصادية. وافتتحت المغامرات العربية مركز عملياتها الجديد في دبي، الذي يشكل استثماراَ رئيسيا ضمن إستراتيجيتها على المدى الطويل. وواصل قسم "حلول المؤتمرات الدولية" تنظيم مؤتمرات عالمية كبرى، بما في ذلك قمة المنتدى الاقتصادي العالمي حول الأجندة العالمية 2009، وتولى إحضار 700 من كبار الشخصيات من 90 دولة. وشهدت السنة المالية أيضا قيام قسم "الإمارات للفنادق والمنتجعات" التابع للدائرة، بافتتاح منتجع وسبا وولغان فالي البيئي في منطقة بلو ماونتنز بأستراليا، الذي أصبح أول فندق في العالم يلبي معايير اعتماد موازنة الكربون. ويجسد المنتجع إستراتيجية دائرة العطلات والرحلات التي تركز على البيئة والتنمية المستدامة. شركة دناتا حققت دناتا نموا قويا في أرباحها، التي سجلت أعلى مستوى لها في 50 عاما ونمت بنسبة 20.9 في المائة لتصل إلى 613 مليون درهم (167 مليون دولار) رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمطارات ولمشغلي عمليات الشحن. وحافظت العائدات على مستواها تقريبا عند 3.2 مليارات درهم (861 مليون دولار) بتراجع بسيط نسبته 0.7 في المائة عن السنة السابقة. وانخفضت التكاليف التشغيلية لدناتا بنسبة 4.2 في المائة، أو 113 مليون درهم (31 مليون دولار) عن السنة السابقة، ويعود ذلك إلى برامج ومبادرات الوفورات الكبيرة التي اتخذتها مختلف أقسام الشركة. واستهلت دناتا لعمليات المطار السنة المالية 2009/ 2010 بإتمام عملية شاملة لإعادة الهيكلة، حيث تحولت من شركة تعتمد عملياتها على الموقع (التواجد الجغرافي) إلى شركة تعتمد على الأداء. وقد ساهمت هذه المبادرة الجذرية في فتح المجال أمام نمو عمليات المطار وتحسين الإنتاجية والربحية. وتواصل دناتا لعب دور رئيسي في نمو المجموعة، وقدمت خلال العام خدمات مناولة عبر العالم لعدد قياسي من الطائرات وصل إلى 192120 طائرة (بنمو 8.2 في المائة عن السنة السابقة)، وناولت 1121 ألف طن من البضائع بزيادة نسبتها 11.8 في المائة عن السنة السابقة. واستمرت دناتا العالمية في توسيع عملياتها للمناولة الأرضية خلال السنة المالية 2009/ 2010، ووصل عدد المطارات التي تقدم فيها خدماتها إلى 20 مطارا ضمن تسع دول. ومع إضافة لندن ومانشستر وأربيل، نمت أنشطة دناتا للمناولة الأرضية بنسبة 45 في المائة، ووصلت مساهمة العمليات الخارجية (من خارج دبي) في عائدات عمليات المطارات وخدمات مناولة الشحن إلى 26.9 في المائة. وأصبحت دناتا الشركة الوحيدة في قطاع المناولة الأرضية العالمي التي تقوم بعمليات استحواذ كبيرة خلال عام 2009، حيث اشترت اثنتين من الشركات البريطانية الكبيرة العاملة في خدمات المطارات، وهما: "بلانيت هاندلينج" التي توفر خدمات الساحة والشحن في مطار هيثرو وخدمات مناولة الشحن في مطار مانشستر، وشركة "أفيانس" التي تقدم خدمات مناولة الركاب والساحة في المبنيين 3 و4 في مطار هيثرو. ومع الاستحواذ على هاتين الشركتين، أصبحت دناتا العالمية تقدم خدمات مناولة شحن لعدد من الطائرات ولكميات بضائع تعادل ما تقدمه في دبي. ووصل عدد العاملين في مجموعة الإمارات والشركات التابعة في 31 مارس (آذار) 2009 إلى 50 ألف موظف، ينتمون إلى 150 جنسية.