أخرباش: مقترح الحكم الذاتي الموسع للأقاليم الجنوبية يوفر كافة الضمانات الديمقراطية لساكنة الصحراء في إطار المشاورات السياسية بين المغرب وسويسرا، أجرت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون لطيفة أخرباش، أول أمس الأربعاء ببيرن، مباحثات مع بيتر مورير، كاتب الدولة بوزارة الشؤون الخارجية السويسرية. وأطلعت أخرباش، خلال هذا اللقاء، نظيرها السويسري على آخر تطورات قضية الصحراء المغربية وعلى انشغال المغرب إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، مشيرة في هذا الصدد، إلى أن أكبر حرمان للسكان المحتجزين يتمثل في اعتراض البلد الذي يأوي المخيمات فوق أراضيه، على تمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من إحصاء وتسجيل هؤلاء السكان. وأكدت أن المغرب سيواصل التزامه، بكل حسن نية، بالمفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة لأنها السبيل الأكثر مصداقية للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم لقضية الصحراء، مذكرة بأن مقترح منح الحكم الذاتي الموسع للأقاليم الجنوبية، يوفر كافة الضمانات الديمقراطية لساكنة الصحراء. كما أطلعت أخرباش المسؤولين السويسريين على دينامية الإصلاحات الجارية بالمغرب والمؤسسات المستقلة التي تم إحداثها، بشراكة مع المجتمع المدني، بغية تمتين الصرح الديمقراطي وتعزيز الحكامة والشفافية والمنافسة الحرة من قبيل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، ومؤسسة الوسيط، والهيئة المركزية لمحاربة الرشوة ومجلس المنافسة. وخلال هذه المشاورات، استعرض كاتبا الدولة عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة الوضع في شمال إفريقيا والشرق الأوسط والتعاون مع القارة الإفريقية. كما نوها بجودة مشاوراتهما داخل الهيئات الدولية وكذا بمبادراتهما المشتركة على غرار المبادرة المغربية السويسرية المشتركة التي مكنت مجلس حقوق الإنسان من التصويت على القرار المتعلق بالتربية والتكوين على حقوق الإنسان. وخلال لقائها مع ماري غابرييل اينيشن فليشن كاتبة الدولة في الاقتصاد، استعرضت أخرباش، آفاق النهوض بالمبادلات التجارية الثنائية وتنويعها وسبل الرفع من تدفق الاستثمارات السويسرية إلى المغرب. وقدمت أخرباش للمسؤولة السويسرية لمحة عن تحسن مناخ الأعمال بالمغرب، مستعرضة الاستراتيجيات القطاعية في مجال الصناعة والسياحة والطاقات المتجددة التي اعتمدتها المملكة. كما جددت أخرباش رغبة المغرب في استكشاف فرص التبادل مع المقاطعة الجرمانية ومقاطعة تيسان السويسريتين. وأكدت المسؤولتان في هذا الصدد، أن اتفاقية التبادل الحر الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والجمعية الأوروبية للتبادل الحر، تتيح إمكانات غير مستغلة بما فيه الكفاية، وأن ثمة جهدا مشتركا يتعين بذله للاستفادة بشكل متبادل من هذه الاتفاقية. وأعربت كاتبة الدولة السويسرية، بالمناسبة، عن الاهتمام الذي يوليه بلدها، الذي قرر التخلي عن الطاقة النووية، لتطوير تعاون مع المغرب في مجال الطاقات المتجددة. وشكل لقاء أخرباش مع رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الولايات، ديفيد إوجين، مناسبة لإطلاع المسؤول السويسري على الآفاق الديمقراطية لما بعد الإصلاح الدستوري المقبل التي سيتم اعتماده عن طريق الاستفتاء. وشددت كاتبة الدولة على المقاربة الشاملة التي اعتمدتها اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور من خلال الاستماع إلى كافة مكونات الحقل السياسي من أحزاب سياسية ونقابات، ومجتمع مدني، وجمعيات الشباب. ومن جهته، هنأ أوجين المغرب على حجم وجرأة الإصلاحات الديمقراطية التي باشرها. وفي ختام هذه المباحثات، أطلع أوجين، أخرباش على قرار بلاده القاضي بدعم ترشيح المغرب لرآسة الاتحاد البرلماني الدولي. وكانت أخرباش، خلال زيارة العمل التي قامت بها لبيرن، مرفوقة على الخصوص، بمحمد سعيد بنريان، سفير جلالة الملك بسويسرا، وعادل إمبارش رئيس قسم دول شمال ووسط وشرق أوروبا، ومحمد عبد الناصر أشاشي مستشار بسفارة المملكة المغربية ببيرن.