إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات. وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم. وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل... إعداد: عبد الصمد ادنيدن الحلقة 17 الدكتور مصطفى مودن.. الإمساك في شهر رمضان بحلول شهر رمضان الأعظم تختلف العادات والأنماط الغذائية عند الأفراد بحيث يلاحظ الإقبال الكبير على كل ما لذ وطاب من المأكولات خصوصا الدسمة والمسكرة منها تحث ذريعة أن الجسم عند الإفطار يحتاج إلى ما يزوده بالطاقة، مما يجعل الإنسان ينقض على الأكل بإفراط ناسيا أن الصيام وسيلة للتخلص من العادات السيئة والتي تؤثر سلبا على الحالة الصحية والتغذوية للفرد. إن هذا الإفراط قد يسبب مشاكل كبيرة للصائم نسرد من بينها اليوم الإمساك في رمضان. ففي يوم الصيام يصبح تناول الطعام مركزا على الفترة الليلية من غروب الشمس إلى شروقها فيقتصر جل الصائمين على وجبتين : الفطور والسحور مع نقص في النوم. يعد الإمساك من أبرز المشاكل التي يعاني منها الصائم ناتج عن صعوبة في حركة الأمعاء بشكل اعتيادي، مما يؤدي لصعوبة خروج البراز الذي يترتب عنه أعراض صحية ونفسية مزعجة للصائم، تؤثر سلبيا على إنتاجيته وتواصله مع محيطه. فمن بين أسباب الإمساك في رمضان كما سلف الذكر التغيرات في النظام الغذائي المعتاد الذي يتحول من نظام تطغى على مكوناته الألياف الموجودة في الخضر والفواكه إلى أطعمة مقلية ودسمة بكميات كبيرة. زيادة على نقص في شرب الماء بصفة منتظمة مع قلة في الحركة وممارسة الرياضة مما يؤدي إلى ضعف أو قلة حركة الأمعاء يترتب عليه براز صلب نتيجة مكوثه لمدة طويلة في الأمعاء التي تمتص سوائله. فقد ينتج عن هذا الإمساك آلام في البطن، شعور بعدم إخراج كل الفضلات من الجسم وظهور البواسير. نستنتج من كل هذا أنه بإمكاننا إذا غيرنا نمطنا الغذائي في رمضان يمكننا علاج الإمساك والتخفيف من أعراضه وذلك باتباع النصائح التالية: 1-الحفاظ على توازن جيد في السوائل خارج أوقات الصيام بحث وجب علينا شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء مع التركيز على شرب كوب من الماء قبل وجبة الفطور والسحور لتسهيل عمل الأمعاء قبل تناول الطعام. 2- تناول التمر أو الفواكه المجففة دون إسراف لأنها تساعد على تليين الأمعاء وتسهيل حركتها. 3- بدأ وجبة الإفطار بشوربة من الخضر يليها طبق من السلطة التي يجب أن تحتوي على أنواع من الخضروات الغنية بالألياف. 4-تجنب المشروبات الغازية والتقليل من استهلاك القهوة والشاي. 5- تجنب قدر الإمكان الأطعمة التي تسبب الإمساك كالحليب، المقليات، السكريات والمواد الدسمة. 6- ممارسة الرياضة أو المشي بعد الإفطار. للحصول على أكبر فائدة ممكنة من الصيام وجب على المرء أن يفكر جيدا بأنواع وكميات الطعام الذي يريد الاستمتاع بتناولها أثناء هذا الشهر الكريم.