استقبل محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس الثلاثاء، بالمقر الوطني للحزب السفيرة الفيتنامية بالرباط دانغ تهي تهو ها التي تم تعينها كسفيرة مفوضة فوق العادة لجمهورية فيتنام الاشتراكية لدى المغرب منذ غشت الماضي. الجانبان تباحثا في هذه الزيارة العلاقات المغربية – الفيتنامية القوية والعلاقة الخاصة التي تجمع بين حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الفيتنامي، وكذا الرمزية التي تتسم بها هذه العلاقة الثنائية المتميزة. في هذا السياق، توقف كل من نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وتهي تهو ها السفيرة المفوضة فوق العادة لجمهورية فيتنام الاشتراكية، على عراقة وقوة العلاقة التي تجمع بين مناضلي حزب التقدم والاشتراكية ومناضلي الحزب الشيوعي الفيتنامي، والتي تعود لعقود عدة، في إطار التنسيق وحرب تحرير البلدين من الاحتلال الفرنسي. وذكر الجانبان بالتنسيق الذي تم بين قيادات الحزب الشيوعي المغربي والحزب الشيوعي الفيتنامي، وقصة المناضل المغربي محمد بن عمر الأحرش، الذي كان أحد قادة الحزب الشيوعي المغربي والذي التحق بالجيش الشعبي الفيتنامي في الخمسينيات لمواجهة الاحتلال الفرنسي، بحيث شارك في جل حروب تحرير فيتنام، وحصل على رتبة شرف عالية هي رتبة جنرال، كما منح أيضا لقب "أن ما"، والذي أطلقه عليه الزعيم هوشي منه شخصيا. كما استعرض الجانبان العلاقات القوية التي جمعت بين الزعيمين علي يعتة عن الحزب الشيوعي المغربي وهوشي منه عن الحزب الشيوعي الفيتنامي، بحيث أكد بنعبد الله أن الزعيم هوشي منه شكل على الدوام رمزا كبيرا للتحرر الوطني بالنسبة للشيوعيين المغاربة، مؤكدا على رمزية ومتانة العلاقة التي استمرت على مدى أزيد من 70 سنة بين المناضلين المغاربة والفيتناميين. من جهتها، عبرت الدبلوماسية الفيتنامية عن امتنانها وامتنان بلادها والحزب الشيوعي الفيتنامي عن الدعم الذي يقدمه حزب التقدم والاشتراكية، وقبله الحزب الشيوعي المغربي، وما قدمه المناضلون المغاربة في حرب التحرير الشعبية الفيتنامية، مؤكدة أن الفيتنام ستظل ممتنة لهذه التضحيات. في هذا الإطار، كشفت السفيرة دانغ تهي تهو ها عن سعي عدد من العائلات المغربية العائدة من فيتنام، وكذا العائلات الفيتنامية التي تقيم بالمغرب منذ عقود إلى تخليد هذه العلاقة، من خلال بناء نصب تذكاري تقديراً للدعم المغربي، وذلك بمنطقة سيدي يحيى الغرب نواحي مدينة القنيطرة حيث تقيم هذه العائلات، مشيرة إلى أن هناك نصب تذكاري يحمل اسم "باب المغاربة" بفيتنام والذي شيده مغاربة بمدينة "با في". هذا، وكان اللقاء الذي جمع بين بنعبد الله وتهي تهو ها قد شكل فرصة لمناقشة الأوضاع العامة بالبلدين، خصوصا في ظل تفشي فيروس كوفيد – 19 وانعكاساته على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وما فرضه من إجراءات وتدابير احترازية، كما تطرق الطرفان للعلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي والثقافي، حيث عبرت السفيرة الفيتنامية عن طموحها لتطوير هذه العلاقة خلال ولايتها الحالية كسفيرة، وعن رغبتها في تطوير المبادلات التجارية والاقتصادية التي تفوق حاليا 200 مليون دولار. واتفق الجانبان على مواصلة التعاون المشترك والتنسيق، واستثمار العلاقة القوية التي تجمع حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الفيتنامي من أجل الدفع أكثر بالعلاقات المغربية – الفيتنامية نحو مزيد من الرقي، ومزيد من القوة.