عبد اللطيف أوعمو: الحزب كانت له دوما مواقفه الثابتة والمدافعة عن الهوية الأمازيغية أحمد عصيد: دسترة الأمازيغية أساس فعلي للديمقراطية وإعادة لبناء الانتماء المغربي نظم الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير، يوم 03 يونيو الجاري بمدرج غرفة التجارة والصناعة بأكادير، ندوة سياسية وفكرية حول ترسيم اللغة الأمازيغية وآليات الأجرأة والتفعيل، أطرها الأستاذان: عبد اللطيف أعمو، عضو الديوان السياسي للحزب وأحمد عصيد، عضو المرصد الأمازيغي للحقوق والجهات. ومن خلال مداخلته، ذكر الأستاذ أعمو بالمواقف الثابتة للحزب من الثقافة والهوية الأمازيغيتين من خلال كل محطاته التاريخية الكبرى بداية من 1956، حيث ظهرت الشرارات الأولية المطالبة بوضع الأمازيغية في موقعها الطبيعي داخل المنظومة اللغوية المغربية، مرورا بسنة 1998، سنة نشر كتاب أبيض يهتم بالهوية والثقافة الأمازيغية وسنة1991 التي انتقلت فيها الحركة الأمازيغية إلى مطلب سياسي، وسنة 1994 التي نظمت فيها شبيبة الحزب ندوات حول تدريس الأمازيغية وسنة 2007 التي تشكلت فيها آليات الترافع عن القضايا الأمازيغية، ووصولا إلى فاتح يونيو الجاري حيث التوقيع على البيان التاريخي بين الحزب ومجموعة من إطارات وفعاليات الحركة الأمازيغية. ودعا النقيب أعمو في هذا اللقاء الذي حضره مجموعة من إطارات وفعاليات الحركة الأمازيغية ونخبة من المثقفين والباحثين الأكاديميين والفاعلين السياسيين والجمعويين الذين غصت بهم جنبات المدرج، إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار القضية الأمازيغية محمل الجد لما يشكل ذلك من استرجاع للكرامة والاعتزاز للمواطن المغربي، مؤكدا أن دسترتها هو السبيل الوحيد والأوحد للاستجابة لهذا المطلب العادل. من جهته، وفي معرض تدخله، اعتبر الأستاذ عصيد دسترة الأمازيغية كأساس فعلي للديموقراطية وكمدخل للعودة إلى الذات بالنسبة إلى المغاربة، وأضاف أن هذه الدسترة ستعيد بناء الانتماء وستصحح الشرخ العميق بين المغاربة الذي سببته «ثقافة بلاد المخزن» التي عاشها المغاربة في بداية القرن الماضي وتم تكريسها في منتصفه، هذه الثقافة المبنية على الولاء والخنوع والطاعة لم تستسغها القوى اليسارية والحية، فناضلت من أجل التغيير الذي بدأت بوادره تظهر في الأفق. «إن دسترة الأمازيغية ليست مسألة ثانوية يقول أستاذ الفلسفة، بل جوهرية، لأنها ستمكن المغاربة من مصالحة وطنية ومن دسترة الهوية المغربية التي تشكل الأمازيغية صلبها»، وأشار إلى أن حقوق الإنسان تعنى بكل ما هو اجتماعي واقتصادي وثقافي، وأن منظومة حقوق الإنسان غير قابلة للتجزيء. وفي ختام مداخلته، نوه الأستاذ عصيد بالمواقف الشجاعة والوطنية الخالصة لحزب التقدم والاشتراكية، الحزب الأول في المغرب الذي يطالب بمركز للدراسات الأمازيغية، والذي ظل على مدى عقود من الزمن، الحليف الأول للجمعيات المدافعة على القضية الأمازيغية. وبعد المناقشة المستفيضة والعميقة للعروض المقدمة، جاء دور الفنان الأمازيغي القدير عموري مبارك الذي أتحف كل الحاضرين الذين تجاوبوا معه بكل تلقائية وبحماس منقطع النظير، بمقاطع موسيقية رائعة من ألبوماته الغنية، أعادت الجميع إلى أيام الزمن الجميل للأغنية المغربية الأمازيغية التي يعتبر الفنان عموري مبارك أحد روادها الكبار.