صدر للناقد والمترجم المغربي ابراهيم أولحيان كتاب «الكتابة والفقدان» عن دار الثقافة بالدارالبيضاء (2011)، وهو كتاب يتناول فيه الناقد التجربة القصصية عند القاص العراقي علي القاسمي، هذه التجربة التي رافقها منذ صدور أول مجموعة. لقد كانت هذه القراءة منشغلة بأثر الفقدان في كتابة إبداعية تحتفي بالطفولة، والحب، والموت. واستراتيجية القراءة في هذا الكتاب ترتكز على البحث في خصوصية كل مجموعة على حدة، بالتركيز على مجموعة من المكونات السردية التي استطاع السرد القصصي في أعمال القاسمي أن يجلو فيها هذا الفقدان كأثر يخيم على الأجواء الداخلية للقصص.. وكتاب «الكتابة والفقدان» يضعنا أمام تجربة مبدع اكتوى بنار الغربة والتمزق والضياع، وصاغ هذه التجربة بشكل فني في كتابة قصصية إبداعية تراهن على قارئ يبحث على متعة الحكاية المسكونة بالتجربة والمعرفة.. وقد تناول الناقد هذه الإبداعات القصصية من خلال مجموعة من القراءات، حيث خصص لكل مجموعة قصصية دراسة مستقلة، ارتكزت على الاهتمام بجوهر العمل، وقامت بتبئير العناصر الأساسية في هذه الكتابة، وهو ماقادها إلى القبض على موضوعة الفقدان والكشف عن أثرها على مستوى الكتابة الإبداعية عند القاص علي القاسمي. وبذلك اشتمل كتاب «الكتابة والفقدان» على سبع دراسات هي كما يلي: 1- مدخل إلى العالم القصصي في أعمال علي القاسمي 2 - «رسالة إلى حبيبتي»: سؤال الكينونة وإستراتيجية البحث عن الذات 3- «صمت البحر»: الاختراق والمفاجأة 4- «دوائر الأحزان»: هوية السارد، هوية المحكي 5- « أوان الرحيل»: فضاء الموت أو الوجود على حافة الحياة 6- «حياة سابقة»: بناء الشخصية والانفتاح على العوالم الغرائبية 7- «عصفورة الأمير»: التخييل واشتغال القيم بالإضافة إلى ملحق اشتمل على حوار طويل مع المبدع علي القاسمي، أجراه معه المؤلف ارتكز على استراتيجية الكتابة الإبداعية القصصية عنده، مع ببلوغرافية للدراسات النقدية حول أعماله القصصية. وفي الصفحة الأخيرة للغلاف، كتب الروائي عبد الرحمان مجيد الربيعي كلمة نقتطف منها هذا المقطع الدال: «عرفت ابراهيم أولحيان ناقدا ومترجما متأنيا إلى أبعد حد، ولو أنه امتلك شيئا من نزعة «التسرع» ورصف النصوص لكان في مدونته عدد من المؤلفات. هو متذوق بتمهل وإن أبدى ملاحظته فهي في الصميم من العمل...» ولايفوتنا أن نشير إلى أن الكتاب قد أهداه المؤلف إلى كتاب ومبدعين عراقيين يعيشون في العراق وهو كالتالي: «إلى أصدقائي في العراق: كاظم النصار، سهيل نجم، محمد صادق، لؤي حمزة عباس، ثائر علي.» جاء الكتاب في 174 صفحة من القطع المتوسط..