أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، أن بلادها ستبحث جميع الخيارات في إطار الاتحاد الأوروبي لتعويض الفلاحين الإسبان المتضررين من أزمة الخيار الملوث. وكانت السلطات الصحية في هامبورغ (ألمانيا) قد اتهمت الخيار الإسباني، قبل أن تتراجع عن ذلك، بأنه وراء وفاة العديد من المواطنين الألمان بسبب باكتيريا «اي-كولي»المعوية. ونقلت وسائل الإعلام الإسبانية، استنادا إلى مصادر من رئاسة الحكومة الإسبانية، أن الأزمة الصحية التي تسببت فيها باكتيريا «اي-كولي» وتأثيرها على صادرات الخضروات المستوردة من إسبانيا وبلدان أخرى، شكلت محور المحادثات بين ثاباتيرو وميركل خلال هذا الاتصال الهاتفي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ثاباتيرو وميركل اتفقا على أن تعقد سلطات البلدين لقاءات ثنائية وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، من أجل التوصل إلى حل متوافق بشأنه لهذه الأزمة. وكان رئيس الحكومة الإسبانية قد انتقد، في وقت سابق، رد فعل اللجنة الأوروبية، مؤكدا أنه كان يتعين عليها التحرك «بسرعة أكبر» لمعالجة أزمة الخضروات الملوثة التي يشتبه في كونها وراء وفاة العديد من الاشخاص في ألمانيا. وأوضح ثاباتيرو، في حديث للإذاعة العمومية الإسبانية، أن رد فعل اللجنة الأوروبية كان بطيئا مشددا على أنه كان يتعين عليها أن تتصرف بشكل «أقوى وأسرع»، بعد إعلان السلطات الصحية في هامبورغ (ألمانيا)، للتأكيد على أن استهلاك الخيار الاسباني لم يكن السبب وراء وفاة العديد من الاشخاص بسبب باكتيريا «اي-كولي» المعوية. وأكد رئيس الحكومة الإسبانية أنه كان حريا بأن يكون رد فعل اللجنة الأوروبية «أكثر وضوحا» مشيرا إلى أن إسبانيا تواجه حاليا وضعية صعبة للغاية بسبب الانعكاسات السلبية التي تعرضت لها المنتوجات الفلاحية الاسبانية. وكانت الحكومة الاسبانية قد عبرت عن أملها في أن يتم، في أقرب وقت، رفع الحظر الذي فرضته العديد من البلدان على استيراد الخضروات الإسبانية، على خلفية اتهام الخيار الاسباني بكونه وراء وفاة العديد من الاشخاص بسبب باكتيريا «اي-كولي» المعوية. يذكر أن العديد من البلدان الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا، كانت قد أعلنت عن قرار حظر استيراد الخضروات من إسبانيا للاشتباه في وفاة عدة أشخاص نتيجة إصابتهم بنزيف نجم عن بكتيريا «اي-كولي» المعوية. ومن جهة أخرى، تعتزم الحكومة الإسبانية توجيه طلب إلى الاتحاد الأوروبي من أجل تخصيص مساعدات لقطاع إنتاج الخضروات الذي تأثر بشكل كبير بسبب هذه الأزمة التي أدت إلى حدوث العديد من الوفيات. وحسب وزيرة الفلاحة الإسبانية روسا أغيلار، فإن الخسائر الأسبوعية للقطاع في إسبانيا تصل إلى 200 مليون أورو مؤكدة أن بلادها لن تتسامح مع الاستمرار في الإساءة بشكل مجاني لقطاع الخضروات، وذلك في إشارة إلى الاتهامات الألمانية.