يتوالى مسلسل التخلي عن مدربي أندية القسم الأول للبطولة الاحترافية لكرة القدم، فرغم مرور سبع دورات فقط على انطلاق بطولة هذا الموسم، فوجئ المتتبعون بتخلي مجموعة من الأندية على مدربيها وبصفة مبكرة. نهضة الزمامرة والمغرب التطواني ومولودية وجدة ويوسفية برشيد والجيش الملكي والمغرب الفاسي، وفريق العاصمة العلمية هو آخر فريق قرر بداية هذا الأسبوع التخلي عن عبد اللطيف جريندو، المدرب الذي أكمل معه الموسم الماضي، محققا حلم العودة لقسم الكبار. بالإضافة إلى هذه الفرق التي تخلت بصفة رسمية عن مدربيها، هناك حديث عن قرب مغادرة يوسف فرتوت لسريع وادي زم، ونفس المصير ينتظر التونسي منير شبيل المشرف على تدريب فريق حسنية أكادير منذ بداية الموسم الجاري. إذن هناك عدم استقرار وارتباك واضحين، يطغيان على مسار الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية، التي تشارك بالبطولة في موسمها الاحترافي العاشر، ومن المفروض أن يكون هناك تراكم للخبرة والاستفادة من التجربة، وغيرها من الشروط التي تبدو بديهية وعادية. والملاحظ أن الفرق التي حافظت على مدربيها، ضمنت لنفسها نوعا من التوازن والاستقرار، انعكس بالإيجاب على مردوديتها التقنية، كالوداد والرجاء البيضاويين، نفس الشيء بالنسبة لنهضة بركان، وشباب المحمدية، واتحاد طنجة، وأيضا الدفاع الحسني الجديدي، رغم تخبط هذا الأخير في دوامة من النتائج السلبية، إلا أنه استطاع خلال الدورتين الأخيرين تحقيق انتصارين متتاليين. وككل موسم، يطرح التساؤل حول الأسباب التي تعجل بحدوث طلاق بين الأندية ومدربيها، والأدهى من ذلك بصفة مبكرة، كما الحال بالنسبة لبداية هذا الموسم، إذ من غير المقبول أن يحدث التخلي عن مدرب تم التعاقد معه على أساس معطيات واضحة، تكون قد رجحت كفة اختياره. وفي كل موسم أيضا يبقى هذا التساؤل بدون جواب شاف، أو مقنع اللهم من مبررات واهية، تحاول إضفاء نوع من الإقناع المغلوط حول أسباب ودوافع الاختيار، معززا بدلائل للاستهلاك الإعلامي، في سعي لامتصاص غضب الجمهور، حيث تكرار نفس الأخطاء التي تقود حتما نحو نفس النتائج. المؤكد أن الأغلبية الساحقة من رؤساء أندية القسم الأول، وحتى الثاني، لا يريدون أبدا التخلي عن الصلاحيات التي منحوها لأنفسهم، وألا وهى الانفراد بكل القرارات التي تهم طريقة التعاقد مع المدربين واللاعبين على حد سواء، وهذا هو السبب المباشر وراء التخبط التقني الذي تعاني منه الأندية الوطنية. وكما أكدنا على ذلك في أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة فإن المعضلة الرئيسية، تكمن في غياب إدارات تقنية مهيكلة بصلاحيات واسعة، وبمسؤوليات واضحة، لأن الهيكلة التقنية ركن أساسي في أية منظومة رياضية، يحترم فيها التخصص، وتمنع أي تسلط أو تجاوز لأصحاب الاختصاص، إلا أن هذا المكسب يعد بعيد المنال، ليبقى الحال … على ما هو عليه، إلى إشعار آخر…