تتطلع رياضة الهوكي على الجليد، التي رأت النور بالمغرب سنة 2005 بمبادرة من بعض أبناء الجالية المغربية بالخارج وخاصة أوروبا وأمريكا الشمالية ومع إنشاء أول حلبة للتزلج في المغرب بأحد المركبات التجارية بمدينة الرباط، إلى توسيع قاعدة ممارستها رغم محدودية الإمكانيات. وتم في السنة ذاتها تأسيس أول ناد للهوكي على الجليد (الرباط العاصمة)، قبل أن يصبح العدد سنة 2007 ثلاثة أندية مع إحداث ناديين بالرباط أيضا. وفي سنة 2006 تم تدشين أول مدرسة للتزحلق الفني على الجليد بالرباط، وهي الأولى من نوعها بالمغرب، تتوفر على مدربين ومؤطرين لتلقين الممارسين المبادئ الأولية للعبة طبقا لقواعد بيداغوجية وبدنية حسب احتياجات كل فئة عمرية. وبعد 11 سنة من الممارسة تحت لواء الجمعية الوطنية للهوكي على الجليد، تحقق الحلم في تأسيس الجامعة الملكية المغربية للعبة (8 فبراير 2016) وانتخب على رأسها خالد المريني مؤسس هذا الصنف الرياضي بالمغرب، ليبدأ السعي الحثيث إلى خلق بطولة وطنية وكأس العرش، وكذا الرفع من عدد الأندية وتوسيع قاعدة الممارسين وضمان حضور اللعبة في المواعيد الدولية بغية تطويرها وضمان ممارستها بشكل أفضل. ونجحت الجامعة في كسب أول رهان لها، بعد خمس سنوات من الاشتغال في إطار الجمعية الوطنية ، باحتضان مدينة الرباط لأول كأس إفريقية للهوكي على الجليد، بعد استقطاب العديد من الشباب من أحياء شعبية والذين جاؤوا في البداية لاكتشاف هذا النوع الرياضي الجديد قبل أن يصبحوا أبطالا. وفي هذا الصدد، قال رئيس الجامعة الملكية المغربية للهوكي على الجليد، خالد المريني، إن تنظيم الكأس الإفريقية الأولى، التي عرفت مشاركة فرق من تونس والجزائر ومصر، فضلا عن المغرب البلد المنظم، كانت باكورة ثمار سنوات من العمل الجاد تمثل في التعريف بهذه الرياضة الجديدة عن المجتمع المغربي واستقطاب الشباب من الأحياء الشعبية وتدريبهم والتشجيع على ممارستها عبر توزيع المعدات والتجهيزات الرياضية. وأضاف المريني أن الجامعة تمكنت في ظرف وجيز من ترسيخ رياضة الهوكي على الجليد في المغرب، خاصة بعد افتتاح حلبة أخرى للتزلج بمدينة الدارالبيضاء ، ما شجع على خلق ثمانية أندية إضافية تضم أزيد من 600 ممارس، قبل أن تفتتح حلبات أخرى في إطار ملاعب القرب بمدينة سلا وحي يعقوب المنصور بالرباط. وقال إن إقبال الشباب على رياضة الهوكي على الجليد، خاصة من الذين كانوا يمارسون رياضة الرولر (أحذية التزلج) بشكل فردي في الشوارع والمنتزهات، دفع الجامعة إلى التفكير في خلق شراكات مع الفضاءات التي تتوفر على الحلبات الجليدية ومع هيئات رياضية دولية وبعض البلدان الرائدة في الرياضات الجليدية، ومنها جمهورية التشيك من خلال سفارتها بالمغرب، ما مكن من الاستفادة من المعدات الرياضية ووسيلة للنقل، فضلا عن توقيع شراكة مع أحد الفضاءات التجارية الكبرى بمدينة الدارالبيضاء لتسهيل ممارسة رياضة الهوكي وإجراء تداريب المنتخب الوطني بحلبة التزلج التابعة لها. بيد أن خالد المريني، وبعد أن استعرض مختلف الأنشطة التي نظمتها الجامعة ومنها البطولة الوطنية ومسابقة كأس العرش والمشاركة في دوريات واستحقاقات دولية، استدرك قائلا إنه رغم المجهودات المبذولة لإعطاء إشعاع أكبر لرياضة الهوكي على الجليد بالمملكة " لا تزال هذه الرياضة تعاني من نقص كبير في البنيات التحتية الملائمة لممارسة هذا النوع الرياضي والإمكانات المادية الكفيلة بالنهوض بها". وأكد أن ممارسة الهوكي على الجليد في المغرب بالطريقة المثلى يجب أن تبدأ بتشييد حلبات جليدية حديثة تتوفر على المقاييس والمعايير الدولية، وهو ما من شأنه على المدى البعيد أن يجعل من المملكة وجهة لعشاق هذا الصنف الرياضي وتشجيع الهيئات الرياضية الدولية على منحها شرف تنظيم تظاهرات عالمية أو إحدى محطاتها. ولم يفت المريني الإشارة إلى أنه رغم إغلاق حلبات التزلج المتوفرة حاليا بسبب الإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها المملكة منذ مارس الماضي للحد من تفشي فيروس كورونا ، فإن الإدارة التقنية التابعة للجامعة ظلت تواكب عناصر الفريق الوطني للهوكي على الجليد من خلال تسطير برامج للتداريب تتضمن ما هو نظري وما هو تطبيقي ، فضلا عن المواكبة الطبية والنفسية للاعبين في أفق العودة إلى المنافسات سواء الوطنية أو الدولية. وحرص رئيس الجامعة، بعد أن دعا إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لرياضة الهوكي على الجليد الوطنية وتمكينها من الإمكانات والتجهيزات الضرورية ، على التذكير أيضا بأنه رغم إغلاق الحلبات فإنها تلقت أزيد من 12 ألف طلبا بغية الانضمام إلى مدرسة التزلج أو إلى الحصص التدريبية التي تنظمها لفائدة الشباب من مختلف الأعمار. يذكر أن مباريات الهوكي على الجليد تجرى بين فريقين فوق أرض جليدية م سطحة باستعمال قرص صغير يبلغ قطره 76.2مم، ويسمى ب "القرص المطاطي"، حيث يتم تجميد هذا الأخير للحد من نسبة الاحتكاك على الجليد عند ضربه بعصا الهوكي، أما لباس اللاعبين فيتكون من أحذية للتزلج، وخوذة واقية للرأس للحماية في حال السقوط.