أسبوع متميز للاعبين المغاربة بالدوريات الأوروبية لكرة القدم، بعد أن تمكنت نهاية الأسبوع المنصرم مجموعة من الأسماء من التألق وحسم النتائج للأندية التي يلعبون لها. النصيري يدخل صراع الكبار في الدوري الإسباني، تمكن يوسف النصيري، من تسجيل 3 أهداف "هاتريك" خلال مواجهة فريقه إشبيلية أمام ضيفه ريال سوسيداد ضمن الجولة ال18، أهداف النصيري الثلاثة جاءت على مدار شوطي المباراة في الدقائق 4 و7 و46، ليقفز إلى المركز الثالث في ترتيب هدافي الليغا برصيد 8 أهداف بالتساوي مع الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد. هذا البروز القوي لنجم إشبيلية، جعله يدخل صراعا قويا على صدارة ترتيب هدافي الدوري الإسباني للموسم الحالي، خلف الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة والأوروغواياني لويس سواريز مهاجم أتلتيكو مدريد وياجو أسباس لاعب سيلتا فيغو في المركز الثاني بالتساوي بواقع 9 أهداف، ووراء جيرارد مورينو نجم فياريال متصدر ترتيب الهدافين ب10 أهداف. أشرف حكيمي أغلى من كريستيانو بالدوري الإيطالي، تمكن الدولي المغربي أشرف حكيمي من توقيع هدف خيالي بمرمى مضيفه روما، مانحا فريقه إنتر ميلانو التقدم الذي لم يحافظ عليه، في قمة المرحلة ال17. ففي الوقت الذي كانت النتيجة تشير للتعادل الإيجابي 1-1، شن إنتر هجمة خاطفة، لينطلق الظهير الأيمن المغربي كالبرق في الرواق الأيمن، ومباشرة بعد توصله بالكرة، هيأها لنفسه بقدمه اليمنى، قبل أن يسددها بدقة عالية بيسراه، لتستقر الكرة في الزاوية الصعبة لمرمى حارس روما. ومنذ التحاقه بالدوري الإيطالي هذا الموسم، يقدم حكيمي مستويات رائعة، حيث أسهم في 10 أهداف ما بين صناعة وتسجيل، خلال 21 مباراة شارك فيها، ويجمع الملاحظون على أن هذا الأخير يشكل مع الإنجليزي ترنت ألكسندر أرنولد أفضل لاعبين في العالم في مركز الظهير الأيمن. أداء حكيمي خلال هذه المباراة نال إعجاب لوكا طوني مهاجم فيورونتينا سابقا، فقد قال في تصريح تداولته وسائل الإعلام الإيطالية: "حكيمي قّدم مباراة عظيمة، وكان العنصر الوحيد الذي بإمكانه اختراق الدفاع وتسديد الكرات". وأضاف أن قرار المدرب كونتي بتغيير حكيمي في الجولة الثانية كان خاطئاً، بالنظر إلى الدور المحوري الذي لعبه صاحب ال22 سنة في التنشيط الهجومي ل"النيراتزوري". ودائما بالنسبة لحكيمي، فقد فرض نفسه الأغلى في الدور الإيطالي، وفقا لأرقام مرصد "سيس" المختص في تقييم أسعار اللاعبين، وحسب نفس المرصد فسعر الظهير الأيمن ل "أسود الأطلس" يبلغ حاليا 113.7 مليون يورو، وهو الأغلى للاعب ينشط في الدوري الإيطالي. ونجح النجم المغربي في التغلب على كل نجوم "سيري أ"، بما في ذلك ثنائي يوفنتوس البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني باولو ديبالا، وزميله البلجيكي رومالو لوكاكو، وهو تقييم عال جدا، جاء بفضل انضباطه وسلوكه الرياضي المثالي، رغم بعد المشاكل التي اعترضته خلال مساره. عودة قوية لحارث وبلهندة يستعيد توهجه بالإضافة إلى الدوريين الإسباني والايطالي، شهد الدوري الألماني، وهو الثالث علي الصعيد الأوروبي من حيث القيمة، عودة الدولي المغربي أمين حارث للتألق من جديد، بعدما قاد ناديه شالكة لفوز ثمين على حساب هوفنهايم، أنهى به سلسلة النتائج السلبية التي لازمته منذ بداية الموسم. الفوز جاء بأربعة أهداف لصفر، ضمن الأسبوع ال15 من الدوري الألماني الممتاز، حيث اختير المهاجم المغربي أفضل لاعب في هذا اللقاء، بعد حصله على العلامة الكاملة 10 على 10 من مؤشر "هو سكوريد"، إذ ساهم في توقيع أربعة أهداف، ثلاثة منها عبر منحه تمريرات حاسمة، بينما سجل الهدف الرابع في الدقيقة 80. نصل للدوري التركي كواحد من الدوريات الأوروبية المتوسطة، حيث شهد تألق لاعب الوسط المغربي يونس بلهندة بشكل مثير رفقة فريقه غلطة سراي، بعد أن قاده لتجاوز عقبة غينتشلاربيرليغي بسداسية نظيفة، عن الجولة ال18. نجح الدولي المغربي في تسجيل ثلاثة أهداف "هاتريك" في أول شوط من عمر اللقاء، معززا الحصة التي افتتحها زميله السنغالي مباي دياني، بعد ثوانٍ فقط من انطلاق المواجهة. كما شهدت هذه المباراة أيضا، مبادرة إنسانية خاصة، قدمها يونس بلهندة تجاه زميله المغربي الأصل عمر العبدلاوي، بعد أن قام برفع قميصه الذي يحمل الرقم 3، تعبيرا عن تضامنه مع هذا اللاعب الذي تعرض لإصابات خطيرة، جراء انفجار ألعاب نارية في يديه، وذلك خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية. "علاش نخاف وعندنا زياش" بالنسبة للنجم الكبير حكيم زياش، والذي غاب لستة مباريات بسبب الإصابة، سجلت عودته الأسبوع الذي ودعناه لصفوف تشيلي الإنجليزي، حيث ظهر أساسيا خلال المباراة التي جمعت فريقه أمام موركامب برسم الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي والتي انتهت بفوز "البلوز" برباعية نظيفة. وعقب نهاية المباراة، تغنى تشيلسي بنجمه المغربي عبر صفحته على "فيسبوك"، الناطقة باللغة العربية، إذ نشر صورة لزياش، وعلق عليها: "علاش نخاف وعندنا زياش"، علما أن اللاعب البالغ 27 عاما، قدم تمريرة حاسمة، سجل منها فريقه الهدف الثالث عن طريق اللاعب كالوم. كان هذا جردا لأبرز عطاءات المحترفين المغاربة بالدوريات الأوروبية لكرة القدم، خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث كان التركيز فقط على موقعي الأهداف الحاسمة بالنسبة لفرقهم، مع العلم أن باقي الأسماء كان لها أيضا حضور لافت يعزز التواجد المغربي بأهم الدوريات على مستوى القارة العجوز، وهي قيمة تقر حاليا بها كبريات الصحف والمواقع المختصة على الصعيد الدولي. للإشارة فقط، فاغلب هؤلاء النجوم، نشئوا وتكونوا وبرزوا بمراكز الأندية الأوروبية، وهي التي قدمتهم على طبق من ذهب لبلدهم الأصلي المغرب … الله يجازيهم بخير.