اكتشاف كوكب جديد تتوفر فيه مستلزمات الحياة حكماً على المجسم الذي صنعه العلماء لكوكب أطلقوا عليه اسم «غليس581 دي» والمعلومات المقدمة عنه، فهو يتمتع بمصادر مائية ودرجات حرارة مشابهة لتلك الموجودة على الأرض ولذا فهو قادر على إنماء الحياة على سطحه. ويدور هذا الكوكب في فلك نجم أحمر قزم يسمى «غليس 581» على مسافة 20 سنة ضوئية من الأرض، وهذه مسافة تجعله أحد أقرب النجوم إلى كوكبنا. ويدور «غليس 581 دي» في أقصى حواشي «غليس 581» بحيث لا ترتفع درجات الحرارة إلى مرحلة غليان الماء وتبخره بالتالي، ولا تنخفض بحيث تحيله ثلجا على الدوام، وإنما تتراوح في معدلات وسط تتيح له البقاء في حالة السيولة. وجاء في بيان أصدره «المركز القومي الفرنسي للبحوث العلمية»: «بفضل غلافه الجوّي الغني بثاني اوكسيد الكربون -وهذا شيء مرجح لكوكب بكبر الحجم هذا- فإن الطقس في غليس 581 دي ليس مستقرا وحسب، وإنما دافئ بما يكفي أيضا لأنه يتمتع بالمحيطات والبحار والسحب والمطر ومصادر المياه الأخرى». ويذكر أن العلماء سجلوا وجود أكثر من 500 كوكب تدور في أفلاك نجوم أخرى منذ العام 1995. وقد تعرفوا إليها في سوادها الأعظم من اهتزازات صغيرة في وميضها. ويذكر أيضا أنهم يسمون الكواكب المكتشفة خارج المجموعة الشمسية بأسماء النجوم التي تدور في فلكها بإضافة حرف في الأبجدية اللاتينية تبعا لترتيب اكتشافها. وحتى الآن كان الضوء الإعلامي الواقع على توابع النجم «غليس 581» يتسلط بشكل خاص على «غليس 581 جي» الذي أعلن العلماء العام الماضي أن له كتلة مشابهة لكتلة الأرض بفضل أنه يدور في حواشي «غليس 581» قريبا نسبيا من الأرض. ويذكر أن العلماء يطلقون على الكواكب خارج المجموعة الشمسية وذات القرب النسبي من الأرض «كواكب منطقة غوليديلوكس». لكن هذا القول عانى ظلالا من الشك ألقيت على صدقيته، وذهب بعض العلماء إلى حد القول إن «غليس 581 جي» لا وجود له في المقام الأول وربما كان مجرد ضوء انعكس من نجم أو كوكب آخر. ومهما يكن فإن أخاه الأكبر «غليس 581» نفسه يتصف بكتلة يبلغ ثقلها سبعة أضعافه مقارنة بالأرض وله ضعف حجمها، وفقا للدراسة المنشورة على جورنال «الفيزياء الفلكية» البريطانية. لكن العلماء يقولون إن هذا الكوكب، المكتشف العام 2007، لم يكن مرشحا في أي وقت لأن يكون صالحا للحياة عليه. ومن مشاكله أنه يتلقى ثلث ما تتلقاه الأرض من شعاع الشمس وأنه، بالإضافة إلى هذا، قد يكون «مغلقاً شمسياً» بمعنى أن نصفه يكون بمواجهة الشمس على الدوام. وهذا بدوره يعني أنه يتصف بنصف دائم النهار بينما النصف الآخر دائم الليل. إن كوكب «غليس 581 دي» يبشر خيرا بفضل درجة حرارته المعتدلة التي تعني بقاء الماء سائلا على سطحه وبالتالي فهو يسمح بعيش الكائنات الحية. أما المشكلة الوحيدة بالنسبة إلى أولئك الذين يفضلون الهجرة من الأرض إليه تتمثل في المسافة التي تفصلنا عنه رغم قربه النسبي بمقاييس الفلك. فليس في حوزة العلم البشري في الوقت الحالي - أو المستقبل القريب - نوع المركبة الفضائية القادرة على الوصول إليه.. ذلك أن السنة الضوئية الواحدة تعادل 9460730472580.8 كيلومتر.