قالت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، نزهة الوافي، الجمعة بالرباط، إن التحولات التي تطبع واقع مغاربة العالم اليوم تعد أكبر محفز على مراجعة الأهداف والأولويات التي كانت مسطرة بالأمس، وجعلها أكثر ملاءمة ومسايرة للتحديات المرتبطة بها. وأوضحت الوافي، في كلمة بمناسبة انعقاد الاجتماع السابع للجنة التقنية المنبثقة عن اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن الوزارة المنتدبة حرصت على بلورة مقاربة جديدة في تعبئة كفاءات واستثمارات مغاربة العالم من أجل المساهمة في تنمية وطنهم الأم، وذلك تنفيذا للاستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج. وأضافت أنه يتم الاشتغال كذلك على مواكبة ورش الجهوية المتقدمة بالمملكة، من خلال الحرص على استحضار البعد الجهوي في تدبير شؤون مغاربة العالم والاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، وذلك وعيا بأهمية اللاتمركز الإداري وتقريب الخدمات من المرتفقين. كما أكدت الوزيرة المنتدبة أن محور الحفاظ على الهوية والثقافة المغربية لدى الأجيال الصاعدة من المغاربة المقيمين بالخارج يشكل حجر الزاوية في مجال اهتمام الوزارة ومختلف الفاعلين المعنيين، حرصا منهم على تعزيز الحضور الثقافي المغربي بالخارج، وجعله في مستوى انتظارات مغاربة العالم، لتعزيز ارتباطهم بتاريخ وثقافة وهوية بلدهم الأصل. وسجلت بهذا الخصوص، أن اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة قدمت مجموعة من التوصيات الهامة التي أسهمت في إيجاد حلول للعديد من الإشكاليات والتجاوب مع مختلف انتظارات وتطلعات المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج على المستوى الإداري، والقنصلي، والاجتماعي، والثقافي، والقانوني، والاستثماري، لا سيما تبسيط المساطر وتجويد الخدمات وتقريبها من المرتفقين. من جانبه، قال عزيز رفقي، المكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، في تصريح للصحافة، إن المجلس أعد مذكرة حول الكفاءات المغربية وعولمة الهجرة، وقدمها إلى اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي وإلى الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، مؤكدا استعداد المجلس لمواصلة العمل في إطار التنزيل الترابي للسياسة الوطنية المتعلقة بالهجرة والمغاربة المقيمين بالخارج. وعلاقة بموضوع حكامة العرض الثقافي المغربي بالخارج، أبرز السيد رفقي أن مجلس الجالية قدم مقترحات للوزارة من أجل تحقيق تطلعات المغاربة المقيمين بالخارج، لا سيما الأجيال الصاعدة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العرض الثقافي المغربي يحظى بأهمية وإقبال كبيرين، سواء تعلق الأمر بالمهرجانات أو معارض الكتاب أو اللقاءات الدولية. وخصص اجتماع اللجنة التقنية المنبثقة عن اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لتقديم وتدارس مشروع البرنامج الوطني لتعبئة الكفاءات المغربية بالخارج، وكذا الإطار المؤسساتي والحكامة المتعلق بذلك، اللذين تم إعدادهما من طرف فريق مشترك مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. كما تطرق إلى التنزيل الترابي للسياسة الوطنية المتعلقة بالهجرة والمغاربة المقيمين بالخارج، وكذا حكامة العرض الثقافي المغربي بالخارج وتتميم مشروع المرسوم ذي الصلة. وشكل هذا الاجتماع، الذي يصادف انعقاده تخليد اليوم العالمي للمهاجرين، فرصة للوقوف على وضعية تنفيذ التوصيات المنبثقة عن الاجتماع الأخير للجنة الوزارية المنعقد بتاريخ 10 يوليوز 2020، وكذا من أجل تدارس آفاق التوجه الجديد والمقاربة المعتمدة من قبل الوزارة المنتدبة، بتعاون وتنسيق مع مختلف القطاعات والمؤسسات الوطنية المعنية، والتي تروم تعبئة الكفاءات المغربية بالخارج للمساهمة في مختلف الأوراش التنموية بالمغرب.