ترأس السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف عمر هلال، يوم الجمعة الماضية، بجنيف، ورشة نظمتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول الوقاية في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها. وافتتح هذا اللقاء كل من نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان، كيونغ وا كونغ، والسفير سيهاك فيونكيتكو رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتوقف هلال، في كلمته الافتتاحية، بالخصوص الإطار القانوني والتطبيقات الأممية والدولية في مجال الوقاية من ظاهرة الاتجار بالبشر والهجرة والتمييز. كما قدم لمحة عن حجم هذه الظاهرة وتكلفتها على المستوى الإنساني، الاجتماعي والاقتصادي وخاصة بالنسبة للبلدان السائرة في طريق النمو. وأشار الديبلوماسي المغربي، بهذا الخصوص، إلى أن عدد المهاجرين بالعالم يبلغ حاليا 214 مليون وأن هذا الرقم سيتجاوز 400 مليون شخص سنة 2050. وبخصوص عدد ضحايا الاتجار بالبشر، قال هلال أن عددهم يتجاوز 4 ملايين شخص، مضيفا أن هذه الظاهرة تمس 161 بلدا، أي 83 في المائة من البلدان الأعضاء بالأممالمتحدة، ويدر 6ر31 مليار دولار، نصفها تستفيد منها البلدان الصناعية، أي ما يعادل ميزانية عدة بلدان افريقية جنوب الصحراء. وحذر هلال من تعقد الوضع مع تنامي وتيرة مختلف أصناف الهجرة وتزايد طرق الهجرة مما ييسر استغلالها من قبل الشبكات الإرهابية لتهريب الأسلحة والمخدرات «وهو الأمر، يقول هلال، الذي ينطبق للأسف على منطقة الساحل». ولمواجهة هذه الوضعية الخطيرة، أكد هلال على أهمية انخراط كافة المتدخلين الحكوميين وغير الحكوميين بصورة أكبر من أجل الحد من هذه الظاهرة، وذلك بإيجاد حلول مناسبة على المستوى التشريعي والمؤسساتي والسياسي وكذا على صعيد استراتيجيات الوقاية. وشدد الديبلوماسي المغربي، في هذا الإطار، على الدور المهم والحاسم الذي تضطلع به المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مجال التحسيس والتوعية والوقاية. وقد أطر هذا اللقاء، الذي ضم العديد من السفراء والديبلوماسيين وممثلي المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، نخبة من المشاركين من ضمنهم عبد الحميد الجمري رئيسا لجنة حماية حقوق العمال المهاجرين، وماريانا كاتزروفا المستشارة السامية في الاتجار بالبشر بمكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وغوفندير بريغا لوكسمي نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بجنوب إفريقيا.