لا يمكن للمنتخب الفرنسي الذي يدربه المدير الفني ريمون دومينيك أن يخوض نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا مفعما بالثقة دون وجود نجم خط الوسط فرانك ريبيري بين صفوفه. ويعد لاعب خط الوسط المبدع ريبيري عنصرا أساسيا في بناء هجمات المنتخب الفرنسي، وتعتبر نديته وإبداعه في الأداء أدوات مهمة يمكن للمنتخب الفرنسي بطل العالم لعام 1998 الاعتماد عليها في أماله في إحراز اللقب في جنوب أفريقيا. وبعد أن وقع المنتخب الفرنسي في مجموعة شائكة مع المنتخب الجنوب أفريقي المضيف ومنتخبي المكسيك وأوروجواي، يتطلع المشجعون الفرنسيون إلى متابعة دور ريبيري في قيادة الفريق. ورغم الفوز مع بايرن ميونيخ بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) والوصول إلى الدور النهائي في بطولتي كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا، سيتذكر الكثيرون موسم ريبيري بشيء آخر وهو ربط اسمه بفضيحة ممارسة الجنس مع قصر التي هزت أجواء المنتخب الفرنسي. وجرى استجواب ريبيري عن دوره مع عدد من اللاعبين الآخرين، لكنه لم يخضع لتحقيقات، إلا أن صورته تلوثت شيئا ما أمام الجماهير باعتباره اللاعب الأكثر شعبية في الجيل الحالي للمنتخب. ويعاني ريبيري من ضغوط كبيرة في نهاية الموسم حيث تعرض لمشكلات الإصابات كما حامت العديد من الشائعات حول انتقاله لفريق آخر، حيث ينتهي عقده مع بايرن في صيف عام 2011، وعوقب بالإيقاف ليغيب عن نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما طرد في مباراة الذهاب بالدور قبل النهائي أمام ليون الفرنسي. وما يزيد الضغوط على ريبيري هو أنه مطالب بالمساهمة في تمكين المنتخب الفرنسي من تناسي ذكريات أخرى سيئة مثل الهدف الحاسم الذي سجله تييري هنري في شباك المنتخب الأيرلندي في تصفيات كأس العالم وكذلك الهزيمة التي مني بها الفريق على أرضه أمام نظيره الأسباني في مباراة ودية في مارس الماضي. إنها أشياء عديدة يجب أن يتغلب عليها المنتخب خاصة وأن دومينيك وريبيري اختلفا في وقت سابق حول المركز اللذي يلعب فيه ريبيري، حيث يفضل اللاعب مركز الجناح الأيسر والذي يشغله هنري أو فلوران مالودا. ويبدو أن ريبيري فقد أيضا الفرصة في انتزاع شارة قيادة المنتخب من هنري، وهو هدف يتطلع إليه ريبيري بشدة. ولكن من ناحية أخرى لا يمكن للمنتخب الفرنسي الاستغناء عن أداء ريبيري الإبداعي وتمريراته الذكية، رغم أن المشاركة الدولية الأولى له كانت قبيل كأس العالم 2006 بألمانيا. ومع ذلك شارك ريبيري، الذي كان يلعب لفريق مارسيليا الفرنسي حينذاك، في جميع المباريات السبع للمنتخب الفرنسي في طريقه لإحراز المركز الثاني بكأس العالم 2006 . ورغم وصول ريبيري مع المنتخب إلى نهائي كأس العالم شعر المراقبون حينذاك أنه لم يقدم المستوى الذي يظهر به مع ناديه، وهي ادعاءات تكررت بعدها بعامين عندما خرج المنتخب الفرنسي من دور المجموعات بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2008). وفاز ريبيري بجائزة أفضل لاعب فرنسي في عامي 2007 و2008 نظرا لتألقه مع بايرن ميونيخ، وظل مطلبا لدى أكبر الأندية في العالم. ووصف النجم الفرنسي زين الدين زيدان، اللاعب ريبيري بأنه «جوهرة كرة القدم الفرنسية»، وسيتألق إذا تفادى المنتخب الفرنسي الإخفاق الذي واجهه في بطولة عام 2002 عندما خرج من الدور الأول.