العربي خربوش: إن جوابنا على الإرهاب هو خيارنا الديمقراطي ودولة الحق والقانون والمؤسسات وإصلاح وتقدم البلد ومحاربة الفساد والظلم.. لا مهادنة مع الفكر المتطرف ولا مكان له ولأصحابه في مغرب الديمقراطية والتسامح والأمن والاستقرار أكد العربي خربوش، رئيس فريق التحالف الاشتراكي (حزب التقدم والاشتراكية) بمجلس المستشارين، أن «الخطر الإرهابي الذي يهدد وطننا مازال قائما، ويتأكد الوجود الفعلي لهذا الخطر من خلال الجريمة الإرهابية الجديدة التي عرفتها مدينة مراكش»؛ مضيفا، في إطار مسطرة الإحاطات في بداية جلسة الأسئلة الشفوية بالغرفة الثانية، أول أمس الثلاثاء، أن «بلادنا مستهدفة في استقرارها وأمنها ومسارها السياسي الديمقراطي والحداثي».. مذكرا في ذات الوقت بأحداث 16 ماي الإرهابية واستمرار الأسباب التي أدت إليها، داعيا إلى ضرورة العمل على محاربة فكر التطرف الديني. وأشار رئيس الفريق إلى أنه «لابد من التأكيد على أن العوامل التي أدت إلى أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية وكذا العملية الإرهابية الأخيرة بمراكش، مازالت قائمة، ومنها استمرار وجود أفكار التطرف الديني التي تدفع إلى مثل هذه السلوكات الشاذة واللاإنسانية». مؤكدا أن الإرهاب هو «فكر قبل أن يتحول إلى ممارسة». واعتبر العربي خربوش أن محاربة الإرهاب تتطلب، من ضمن آليات ووسائل أخرى، التوجه إلى أصل الداء، وهو الفكر المتطرف.. وحيى رئيس فريق التحالف الاشتراكي بحرارة المجهودات الجبارة التي قامت بها الأجهزة الأمنية لحماية بلادنا من الخطر الإرهابي، وفككت عشرات الخلايا الإرهابية، وحمت بلادنا وشعبنا من شرها.. قائلا: «هذه مناسبة لنحيي هذه الأجهزة، ونعبر عن دعمنا المعنوي لها، ووقوفنا ضد محاولات النيل من سمعتها، وتبخيس جهودها وعملها المتواصل لحماية أمن بلادنا وشعبنا.. وهي مناسبة كذلك، لنحيي كفاءتها وتمكنها من القبض، بسرعة، على إرهابي أركانة ومساعديه، بتريث وتعقل، وبدون اللجوء إلى اعتقالات عشوائية، وفي احترام لشروط دولة الحق والقانون..»، الشيء الذي اعتبره المتحدث «مؤشرا إيجابيا نسجله وندعو إلى تقديره ومساندته». لكن المقاربة الأمنية لوحدها غير كافية، يستطرد خربوش، مهما تكن كفاءة وجدية الأجهزة الأمنية. فمحاربة الإرهاب عملية متكاملة، تشمل جوانب سياسية واجتماعية وفكرية وتربوية.. ولم يفت رئيس الفريق أن يسجل بهذه المناسبة أهمية فتح المقر الأمني بتمارة أمام البرلمان ووكيل الملك والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يدعم الشفافية وأسس دولة القانون. إن جوابنا على الإرهاب، يقول العربي خربوش، هو خيارنا الديمقراطي، ودولة الحق والقانون والمؤسسات، وإصلاح وتقدم البلد ومحاربة الفساد والظلم.. ونبه خربوش إلى خطورة استغلال مجال الحريات والحوار العمومي من طرف تيارات متطرفة، تنشر السموم والأفكار التي تنتج الإرهاب إن آجلا أم عاجلا.. وهذا ما لاحظناه، يؤكد المتدخل، في المدة الأخيرة، حيث يتم، با سم الحراك الاجتماعي، وباسم الحرية والديمقراطية، رفع شعارات وممارسات نحذر من خطورة انتشارها.. وتوجه رئيس فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين إلى كل القوى الديمقراطية والوطنية، وكل النخب والفعاليات السياسية والاجتماعية، والدولة بكل مكوناتها، من أجل الانتباه لهذه الخطورة. فدروس 16 ماي، ودروس التفجير الإرهابي بمراكش، «تجعلنا نؤكد أن لا مهادنة مع الفكر المتطرف ولا مكان له ولأصحابه في مغرب الديمقراطية، مغرب التسامح، مغرب الأمن والاستقرار». وكان العربي خربوش قد تناول، في هذه الإحاطة، في إطار النظام الداخلي لمجلس المستشارين، ذكرى العمليات الإرهابية التي عرفتها الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، التي قال عنها في مستهل تدخله، أنها «ذكرى أليمة، خلفت جرحا عميقا في الجسد المغربي، وآلاما وآثارا مازالت قائمة ولن تمحى من ذاكرة الشعب المغربي». مضيفا أن هذه الذكرى «لا يمكن أن تمر دون أن نتوقف عندها، ونستحضر فضاعتها، ونترحم مرة أخرى على الشهداء الأبرياء الذين سقطوا ضحية فكر مريض، وسلوك إجرامي يتم باسم الدين الإسلامي».