انطلقت مؤخرا فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين، تحت شعار «العالم يقرأ من الشارقة» وذلك بمشاركة مئات الناشرين من مختلف بلدان العالم منها المغرب. ويمثل المغرب في هذا المعرض، الذي يتواصل إلى غاية 14 نونبر الجاري، بعدة دور ومؤسسات للنشر منها المركز الثقافي للكتاب للنشر والتوزيع، ودار ينبع الكتاب، ودار ملتقى الطرق، ودار الأمان، ودار سليكي، ودار التوحيدي. وأفادت هيئة الشارقة للكتاب بأن المعرض يعقد لأول مرة في تاريخه جميع المحاضرات والورشات المرافقة هذا العام عن بعد انسجاما مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الإمارات خلال الظروف الراهنة، وفي الوقت نفسه تبقى أبواب المعرض مفتوحة أمام زواره من عشاق الكتاب للوصول إلى عناوينهم المفضلة وزيارة دور النشر التي تتواجد في مركز إكسبو الشارقة طيلة أيام الحدث. وقال رئيس الهيئة أحمد بن ركاض العامري في تصريح بالمناسبة إن حجم مشاركات الناشرين من مختلف بلدان العالم يؤكد أن المعرفة كانت ولا تزال نافذة الأمم نحو النور والحرية والتقدم وأن الكتاب بما يمثله من رمز للحضارة، سيظل يستقطب الجمهور حوله متجاوزا حدود الجغرافيا واللغة أو تلك التي تصنعها الظروف الطارئة وسيظل أداة لا خلاف عليها لبناء مجتمعات متفوقة بأخلاقها وإبداعها. وأضاف أنه في مرحلة ما قبل المعرض «كان أمامنا الكثير من الخيارات فاخترنا الخيار الذي ينتصر للحياة والوعي والإرادة الإنسانية، فتنظيم المعرض بآليته الاستثنائية يشير إلى قدرة المجتمعات على ابتكار أشكال جديدة لممارسة حياتها والاحتفاء بمنجزاتها المختلفة وبشكل خاص المنجزات الثقافية والمعرفية التي تمثل بحد ذاتها أداة لتجاوز الأزمات، وهو خيار يشكل نموذجا للمعارض والفعاليات داخل الدولة وخارجها على حد سواء». وأشار إلى أن المعرض أصبح مكانا للقاء والتفاعل الاجتماعي والتعرف على عادات وثقافات الشعوب المختلفة ، معتبرا ان هذه المكانة جعلت منه «حدثا سنويا ينتظره المثقفون ومحبو المعرفة والكتاب والأدباء والشعراء والناشرون بشغف» وهذا هو الإنجاز الأكبر الذي حققه المعرض وسنظل نحرص على تعزيزه في كل عام». وأكد أن هيئة الشارقة للكتاب اتخذت بالتعاون مع الجهات المعنية في الإمارة كافة التدابير الوقائية اللازمة وبأعلى المعايير لكن الرهان الأساس يبقى على وعي جمهور المعرض. زوار هذا العرس الثقافي إذن، على موعد مع نخبة من الكتاب والأدباء والمفكرين العرب والأجانب، حيث يحل على الحدث الكاتب الروائي المصري أحمد مراد والراوي العراقي محسن الرملي و المخرجة والمؤلفة اللبنانية لينا خوري والكاتب الكويتي مشعل حمد. وعلى صعيد الأدب والثقافة الأجنبية يشارك هذا العام المحاضر العالمي في تطوير الذات الأمريكي برنس إيا و المؤلف ورائد الأعمال الأمريكي روبرت كيوساكي، وإلى جانبهم كل من الكاتبة النيوزيلندية لانغ ليف والكاتب البريطاني إيان رانكين والكاتبة الكندية نجوى ذبيان والمؤلف الكندي نيل باسريشا وم الكاتبة الإيطالية إليزابيتا دامي والكاتب الهندي رافيندر سينغ والدكتور شاشي ثارور من الهند، وآخرين. ويحظى زوار المعرض بفرصة حضور ثماني جلسات حوارية ينظمها الحدث بعدة لغات أجنبية تجمع حولها نخبة من الكتاب والمثقفين الإماراتيين مع كتاب وأدباء أوروبيين من إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا وغيرها. وينظم المعرض عددا من ورشات العمل الافتراضية المتخصصة بمهارات وفنون تقديم محتوى إعلامي وإبداعي ضمن فعاليات «محطة التواصل الاجتماعي» التي تعرض برنامجها كاملا على منصة «الشارقة تقرأ» للجمهور من كافة الفئات العمرية.