تتويج فريق نهضة بركان بلقب كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، إنجاز لم يكن ممكنا، حتى ولو في الخيال بالنسبة لكل محب بركاني متفائل، نظرا لغياب الأسس الضرورية والموضوعية، تمكن من الوصول إلى قمة كرة القدم على الأقل وطنيا، فبالأحرى على المستوى القاري. إلا أن الحلم البركاني أصبح أخيرا ممكن التحقيق، خاصة بعد مجيء رجل آمن حتى النخاع بإمكانية تحقيق هذا الحلم، حتى ولو تعلق الأمر بفريق صغير، يقع بمنطقة بعيدة عن المركز، وبعيدة عن الأضواء المسلطة عادة على الفرق الجماهيرية. فوزي لقجع ومباشرة بعد التحاقه بتسيير النهضة البركانية، انخرط في مشروع تحديث فريق يعاني بقسم الهواة، بعد أن أصبح عاجزا عن تكرار تألق جيل الثمانينات الذي صارع بكل ما يملك من إمكانيات، دون أن يتمكن من تحقيق إنجاز يؤرخ لهذا المسار الاستثنائي، حيث توارى بعد ذلك عن الأنظار، إلى درجة أنه ألف رطوبة الأقسام السفلى. بداية من سنة 2010 ، بدأ فريق عاصمة الليمون يشهد انتعاشة حقيقية على جميع المستويات، ماليا وإداريا وتقنيا، كما بدأ يعرف تقوية بنياته التحتية بمواصفات دولية، ليشكل قوة حقيقية بالمنطقة الشرقية، إلى جانب جاره مولودية وجدة، الفريق المرجعي الذي عاد إلى القسم الأول، وهو يسعى حاليا بكثير من الإصرار لاستعادة ماضيه المشرق. الأكيد أن الانجاز البركاني الذي تحقق مساء الأحد بمركب الرباط، رفع السقف عاليا، ولم يعد ممكنا السماح بالتراجع، فالطموح سيكبر، وستتعدد الأماني، وسيتسع حجم التفاؤل، وهذه مسألة عادية جدا أمام الرغبة الجارف التي تمتلك مسؤوليه، وبصفة خاصة فوزي لقجع، المسير الرياضي المهووس بحب كرة القدم، والذي أحدث ثورة كروية حقيقية على الصعيد الوطني عموما، نعيش تجلياتها بكثير من التقدير والإعجاب، والإشادة بالمجهود الذي يبذله الرجل. فوز تاريخي أعاد اللقب مرة أخرى في نسخته الجديدة لخزينة كرة القدم الوطنية، بعد إنجاز الرجاء البيضاوي السنة قبل الماضية، وهو اللقب الخامس للأندية المغربية، بعد ألقاب الجيش الملكي والفتح الرباطي والمغرب الفاسي، ننتظر أن يحالف التوفيق الرجاء البيضاوي في مسارها بعصبة الأبطال، في مواجهة الحضور المصري اللافت، على أمل أن يكون السوبر الإفريقي، مغربيا مائة في المائة… *** قالوا عن التتويج: السكتيوي: لقب مميز في مسيرتي أعرب طارق السكتيوي مدرب فريق نهضة بركان، عن سعادته بالتتويج بأول لقب في مسيرته التدريبية، حيث أنه يعتبر مختلفا عن باقي التتويجات التي فاز بها من قبل كلاعب. وقال السكتيوي بعد نهاية المباراة، «تعذبنا كثيرا وعانينا من ضغوطات فوق الوصف، فقد كان موسما استثنائيا بفعل جائحة كورونا.. أنا أسعد رجل في العالم لأني أضفت لقبا لخزانة الكرة المغربية وللمدرب المغربي تحديدا ولمدينة بركان التي كتبت تاريخا ذهبيا». وختم السكتيوي قائلا، «شكرا لمن وقف بحانبي ولمن وقف مع هذه المجموعة الرائعة كنت واثقا أنها لن تخذلني ولن تخذل المغرب تحديدا وألف شكر للرجال البركانيين فقد كانوا محاربين بمعنى الكلمة». لعشير: كنت متأكدا من التتويج أكد حمدي لعشير، لاعب فريق نهضة بركان، أنه كان متأكدا من فوز فريقه بلقب الكونفدرالية الإفريقية بعد بلوغ دور نصف النهائي. وقال لعشير في تصريحات صحفية، أن الفوز باللقب الإفريقي، هو تتويج لمشوار لم يكن سهلا، بعدما عانى النادي البرتقالي كثيرا قبل الوصول للنهائي. وأشار ذات المتحدث قائلا، «نهضة بركان كان يملك كل الإمكانيات للفوز باللقب، بعد النتائج التي حققناها في المنافسة الإفريقية.. كنا نفكر في الجمهور البركاني قبل المباراة، لأنه يستحق منا أن نهديه هذا اللقب». عزيز: استفدنا من الأخطاء قال محمد عزيز، لاعب نهضة بركان، أن تتويج ناديه بالكونفدرالية الإفريقية، هو إهداء لكل الأرواح التي قضت نحبها، بسبب جائحة كورونا. وأوضح عزيز في تصريحات صحفية، أنه كان يرغب في خوض المباراة النهائية أمام جماهير بركان، معتبرا بالقول، «موعدنا الموسم المقبل للمنافسة على لقب البطولة الاحترافية.. يحق لنا أن نحتفل، وبعدها نتفرغ لمناقشة باقي الرهانات المقبلة». وأضاف مدافع بركان قائلا، «لحظة حمل كأس الكونفدرالية، ستبقى تاريخية.. كنا مستعدين للمباراة وعقدنا العزم ألا نضيع الكأس للمرة الثانية على التوالي، واستفدنا من أخطاء الماضي». النمساوي: موسم لم يكن سهلا أوضح عمر النمساوي، لاعب نادي نهضة بركان، أن الموسم لم يكن سهلا على لاعبي الفريق البرتقالي بعد 15 شهرا من الضغط والعمل والمثابرة. وأشار النمساوي في تصريحات صحفية، أن المجموعة نجحت في تعويض لقب الكونفدرالية، بعدما ضاع عنه في المباراة النهائية الموسم الماضي، ضد الزمالك المصري. وقال، «كان هدفنا أن نفوز، لأن هذه المباريات يجب أن تربح، لذلك لم نركز على المستوى.. كل الفرق تشكو من الضغط في المواجهات النهائية، أقدم كل التهاني لجميع مكونات الفريق، خاصة جمهورنا البركاني الذي كان متعطشا لهذا اللقب».