الإنحياز لقضايا البسطاء والمهمشين عبر منجزه القصصي بمساهمة من المجلس البلدي وبتنسيق مع قدماء تلاميذ ثانوية سيدي عيسى، نظمت جمعية زفزاف للتنمية والثقافة والإبداع عرسا ثقافيا، تكريما للكاتب المغربي ابن مدينة سوق أربعاء الغرب، الأديب «المصطفى كليتي» الذي التف حوله نخبة من ألمع المثقفين والمبدعين، قادمين من جغرافيات مختلفة، حيث صارت المدينة «سوق عكاظ» بحق لتزف هذا العريس إلى قلوب محبيه. في ردهات قاعة العروض بثانوية سيدي عيسى كان الحضور على موعد مع إخراج بهي لفضاء الاحتفاء بالولي الطاهر الذي عاد إلى مقامه الزكي، وفي حضرة الغياب كان ابن المدينة الآخر الذي تخطفه قاهر اللذات و مفرق الجماعات،كان محمد زفزاف حاضرا من خلال تكريم المبدع المتألق «المصطفى كليتي»، الذي تلقى معارفه الأولى بهذه المؤسسة العريقة قبل ما يناهز نصف قرن من الزمن، المؤسسة التي أرضعت العديد من بنيها حليب الإبداع والكتابة لينتقل بعد ذلك إلى البيضاء معرجا على الرباط حتى استقر به المقام بالقنيطرة التي أشرعت له مصراعيها، لكنه رغم النأي الجغرافي عن مرتعه الأول، فإن مدينته طالما كانت «موال على البال» يشده إلى أجوائها وهوائها الصحب والأهل والذكريات الأولى. ولأنه عرس لرمز المدينة، فقد حجت الجموع زرافات ووحدانا إلى المحفل الغرباوي لتتقاسم غبطة الاحتفاء. كانت البداية على لسان الكاتب العام لجمعية زفزاف للتنمية والثقافة و الإبداع «بوسلهام الفراع» منوها بحجاج الأدب الميامين الذين تداعوا إلى سوق أربعاء عكاظ، الذي اٌحتفى بالوريث الشرعي للكاتب «محمد زفزاف» يوم السبت السابع من مايو الجاري على الساعة الرابعة زوالا، ومبرزا ضرورة و قيمة هذا التكريم الذي يأتي عرفانا واٌعترافا بالمكانة الأدبية والثقافية التي وصل إليها المحتفى به، وكذا للدور الريادي الذي يتقنه الأستاذ «كليتي» في الدفاع والذود عن قضايا البسطاء والهامش من خلال منجزه القصصي، بعد ذلك تدخل الناقد الأستاذ «محمد الصولة» في مساءلة لمضامين السرد عند صاحب «موال على البال» حيث تناول المفاتيح الصغرى للنصوص القصصية «العناوين» في علاقتها بالعنوان الأكبر «المفتاح العام» ليخلص إلى أن هذه المفاتيح الصغرى تخدم المفتاح الأكبر، مما يوحد النصوص أجمعها في بوتقة ذات واحدة تلتقط تفاصيل المتون لتحبكها ضمن خيط ناظم منتظم، تلاه بعد ذلك على منصة القول الأستاذ «محمد معتصم» الذي تناول مضامين السرد عند صاحب «القفة» و»ستة وستين كشيفة» في ترابطاتها بالأمكنة والفضاءات التي أنجبتها، كاشفا عن ما أسماه التهميش الذي تعرضت له كتابات «المصطفى كليتي» هذا الذي يشتغل في مختبر سردياته بروية وحكمة الصوفي، ثم جاء الدور على صديق المحتفى به وقسيم لذة وألم الكتابة في ذات الآن، الأستاذ «عبد الهادي الزهوري» الذي أسهب في سبر أغوار وقرار الكتابة القصصية أو الأقصوصية لدى «كليتي» الذي يشتغل على المتعدد ولا يرضى بالحدود الضيقة بين مختاراته الحكائية، وفي اختتام الفصل الأكاديمي من هذا التكريم، تم توشيح المشاركين بشواهد تذكارية تخليدا لهذا التكريم. ومع مستهل الفصل الحميمي من هذا اللقاء تواترت نخبة من أصدقاء الكاتب من قصاصين، روائيين، شعراء، تشكيلين وباحثين لتقديم شهاداتهم في حق المحتفى به في يوم عرسه بسوق أربعاء عكاظ، جامعين ما بين صفات الانسان الصادق المشبع بالصمت الحكيم والذات المبدعة الحالمة بزمن الحب والتنمية، أما التشكيلي والناشر «محمد البوكيلي» فقد آثر أن تكون شهادته بريشة الفنان عبر لوحة فنية مهداة إلى صديقه ورفيق قلمه، وما أن هل الفصل الأخير من هذا التكريم للولي الطاهر العائد إلى مقامه الزكي، حتى ألبسته المدينة «السلهام والرزة والبلغة» بمشاركة الفلكلور المحلي لفرقة «الهيث» لتظل الأربعاء «موال على البال» جاءها وليها الطاهر وغادرها «ب: ستة و ستين كشيفة» مُحَملا» ب: «قفة» حبه الأبدي لأبنائه الذين تمسكوا بالعروة الوثقى، فأكرموا وفادته في محفل عكاظ،لتكون بذلك جمعية زفزاف للتنمية والثقافة والإبداع، قد أضافت بصمة أخرى إلى المشهد الثقافي المغربي.