شكلت فرضية أن الأعمال الفنية، أدبية كانت أم تشكيلية، تتضمن ذاكرة مرجعية، محور مناقشات أجراها جامعيون مغاربة وأجانب، التأموا بأكادير بمبادرة من كلية الآداب حول مسألة التناص. وتضمن تقديم لهذا الملتقى، الذي نظمته شعبة الدراسات الفرنسية، تعريف للكاتبة صوفيا رابو بأن التناص يشكل «خزانة يحول من خلالها كل نص نصوصا أخرى تقوم هي بدورها بتعديله». ويرى الجامعيان سعد سلامتي وحنان السعيدي أن التناص يمكن من التفكير في الأدب كشبكة واسعة للنصوص تنسج علاقات تنبني على أساس التسلسل الزمني ومنطق السببية. وأشارا إلى أن «مقاربة التناص تظهر لنا أنها تتمتع بوظيفة عملية، على اعتبار أنها تمثل أداة للتحليل كفيلة بوصف شاعرية أي نص أدبي». وتمحورت المناقشات خلال هذا اللقاء، الذي استمر يومين، بالأساس، حول الإجراءات التي يتم من خلالها القيام بعملية التناص بين نص ما أو نصوص متعددة. ويتعلق الأمر بدراسة ما يحدثه النص في النصوص الأخرى التي يعرض لها من تغييرات. وتطرقت العروض التي قدمها الجامعيون والباحثون المغاربة والأجانب، الفرنسيون منهم على الخصوص، إلى مواضيع مختلفة ملازمة للسخرية الأدبية، كفعل مؤسس للتناص، وانتحال مع سبق الإصرار، والتناص والآخر أو أيضا تناص الصورة في السينما والرسم والإشهار.